صيدا ــ خالد الغربي
مرّت الذكرى السابعة للانتفاضة الفلسطينية وغابت الحناجر الهاتفة داخل مخيم عين الحلوة الذي أُطلق عليه في ما مضى «خزان الثورة والانتفاضة»، أو «أم الصبي» في إحياء المناسبات الوطنية. لم يشهد المخيم هذا العام مسيرات مندّدة بالانتهاكات الصهيونية ولا «بانتفاضة اشتعلي اشتعلي...» وغابت النشاطات والاعتصامات التي مثّلت ماضياً زاخماً ورافعة معنوية. فتوفير الدعم المعنوي ورفع الصوت، على الأقل، قد يقضّان مضاجع المتخاذلين والمتآمرين، بحسب ما يقول أحد الفلسطينيين الذين اعتادوا أن يكونوا ضيوفاً دائماً في كل المسيرات والنشاطات الفلسطينية.
أمّا المصادر الفلسطينية داخل المخيم، فبررت الاستنكاف الفلسطيني هذا العام عن إقامة النشاطات بالخلافات الداخلية في فلسطين، وحرب «الأعدقاء»، التي أضرّت بالقضية الفلسطينية والانتفاضة، والأوضاع الفلسطينية في لبنان، والظروف الأمنية التي أملتها معركة نهر البارد فضلاً عمّا يقلق اللاجئ الفلسطيني في لبنان من «سلة هموم» اجتماعية وحياتية واقتصادية.
هذه العوامل تدفع باللاجئين، بحسب هذه المصادر، إلى أن يغيّروا سلّم أولوياتهم، وبـ«عين الحلوة» إلى أن تتطلّع إلى المشهد المأساوي بكل تفاصيله وتداعياته، وتشيح ببصرها نحو القادم من الأيام. لكنّ المصادر الفلسطينية في عين الحلوة تجزم بأنّ الانتفاضة باقية والمخيم لم يشِخْ ولم يرهقه النضال الطويل، وأنّ نفَسه ما زال صادحاً بالحق الفلسطيني وسيبقى قابضاً على شعلة الثورة والمقاومة.
وفي أحد أزقة المخيم ما زالت شعارات الانتفاضة ورائحتها تفوح، وكذلك شعارات قيام الدولة موجودة، وإن كانت تخترقها بعض الشعارات المؤيدة للقيادي الفلسطيني محمد دحلان خُطّت قبل أشهر إثر اندلاع المعركة في غزة بين حركتي فتح وحماس، وصور أخرى لقادة فلسطينيين من أبو عمار إلى الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ومروان البرغوثي وأبو علي مصطفى وأحمد سعدات.
لا يموت حق وراءه مطالب يشير الشاب محمد الميعاري، ويرى أن الانتفاضة داخل فلسطين ستبقى خيار الفلسطينيين، وأن طريق الكفاح المسلح والنضال ليس فولكلوراً بل فعل إيمان طويل خطّه الشعب الفلسطيني عبر بحر من الدم ومسيرة من التضحيات الجسام، مؤكداً أنّ المقاومة هي الطريق واللغة التي يفهمها العدو كما أثبتت التجارب.