لم تكد تمضي ساعات على تجديد رئيس مجلس النواب نبيه برّي وعده بـ«إقامة مجلس عزاء للقرار 1559»، مع انتخاب رئيس جمهورية جديد، حتى أطلّ السفير الأميركي جيفري فيلتمان من الرابية ليشيد بهذا القرار الدولي «المهم»، معرباً عن أمله في «تنفيذ بقية بنوده»، وأهمها «انتخاب رئيس صنع في لبنان وفقاً للدستور اللبناني، ومن دون أي تدخّل خارجي، وأن تسلّم الميليشيات سلاحها».وفي تصريح أدلى به إثر اللقاء الذي جمعه، على مدى ساعة ونصف، برئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، أوضح فيلتمان أن الحديث تمحور حول الاستحقاق الرئاسي، مشيراً إلى ضرورة أن يكون خيار هذا الاستحقاق «لبنانياً، لا أميركياً أو غيره».
وإذ لفت إلى أن البحث تناول أهمية «الاتفاق على برنامج الرئيس المقبل، لا على هويته فقط»، أضاف: «التقيت مع العماد عون على ضرورة بناء دولة قوية تدافع عن سيادة لبنان واستقلاله. وعبّرت، بالنيابة عن الحكومة الأميركية، عن أملنا الصادق في أن تصبح الانتخابات الرئاسية وراءنا ونبدأ بتنفيذ رؤيتنا للبنان، وعن تفاؤلنا في قدرة مجلس النواب على اتخاذ قرار لانتخاب رئيس ضمن المهل والقواعد الدستورية».
ورأى فيلتمان أن زيارة النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط لواشنطن تأتي في سياق «المشاورات الدورية بين نوّاب لبنانيين والإدارة الأميركية»، واضعاً زيارته إلى الرابية في الخانة نفسها.
ووفق قراءته لموقف «حزب الله» الداعي إلى انتخاب رئيس يحمي سلاح المقاومة، رأى أن «الدولة اللبنانية مسؤولة عن حماية أراضيها وصونها والدفاع عنها»، و«في هذا الإطار، تقدّم الولايات المتحدة المساعدات التقنية لتقوية الجيش اللبناني».
ورافضاً التكهّن عن فرصة وصول عون إلى سدّة الرئاسة، لأن «اللبنانيين يقرّرون ذلك»، أعرب عن أمله في «أن يتمّ هذا الاستحقاق بأمان وسلام»، وقال: «نحن لا نتدخل في الاستحقاق الرئاسي، ونتمنى على سوريا الأمر نفسه».
وإذ رأى أن «من غير اللائق أن يفسّر الأميركيون دستور اللبنانيين»، رفض فيلتمان الإجابة عن «سؤال افتراضي» متعلّق بمدى الدعم الذي سيتلقّاه رئيس منتخب بالنصف زائداً واحداً، إذ «لا تزال هناك أسابيع أمامنا قبل الجلسة.. والحوار مستمر».
وكان فيلتمان قد أكمل جولته قاصداً وزير الاتصالات مروان حمادة، لـ«تهنئته في ذكرى محاولة الاغتيال التي تعرّض لها قبل ثلاثة أعوام»، على حدّ تعبيره، معرباً عن «تفاؤل» بلاده بالأسابيع والأشهر التي يشهدها لبنان لانتخاب رئيس جديد.
وإذ أبدى ارتياحه حيال المساعي الحوارية «الإيجابية»، بشّر فيلتمان بأن «اللبنانيين ذاهبون إلى خلق المناخ الذي سينتخب في ضوئه النواب الرئيس الجديد، بعيداً من التدخل الخارجي».
ومذكّراً بماهية القرار 1559 «الآلية التي وضعها المجتمع الدولي ليبرهن دعمه لسيادة لبنان واستقلاله ووحدته. وفيه بند مهم جداً يدعو إلى انتخابات رئاسية حرّة وعادلة وخالية من التدخل الخارجي»، ختم فيلتمان تصريحه بالإشارة إلى أن هذا القرار «يتوافق واتفاق الطائف، وقد صيغ للمساعدة على حماية حرية لبنان وسيادته وديموقراطيته».