البدّاوي ـ نزيه الصديق
بعدما تمكّن الجيش اللبناني من القبض على الناطق باسم «فتح الإسلام» أبو سليم طه، تسلّمت مديرية المخابرات من اللجنة الأمنية في مخيم البداوي القيادي في التنظيم ناصر اسماعيل، الذي يعدّ أبرز وجه من بين أبناء مخيمات لبنان في «فتح الإسلام»


بعد شهر من المطاردات والملاحقات التي نفذها الجيش اللبناني بحق مسلحي تنظيم «فتح الإسلام» غداة فرارهم جماعياً من مخيّم نهر البارد في الثاني من أيلول الماضي، وبعد أكثر من أربعة أشهر على بدء المعارك، ألقي القبض فجر أمس على عضو مجلس الشورى في «فتح الإسلام» والقيادي البارز فيها ناصر محمد اسماعيل، مع مرافق له يدعى فادي عادل خالد.
ويعدّ اسماعيل، المعروف بـ«الحاج ناصر»، القيادي الأبرز من بين فلسطينيي المخيمات اللبنانية، ويشتبه في أنه كان يتاجر بالأسلحة في مخيم نهر البارد، وكان في صفوف حركة فتح خلال الثمانينيات قبل أن ينتقل إلى «المجلس الثوري». ولمع اسم اسماعيل منذ بدء المعارك بين الجيش و«فتح الإسلام»، على أنه أبرز أبناء مخيم نهر البارد الذين انخرطوا في التنظيم المذكور، وذكرت بعض المصادر الأمنية أنه كان يقود العمليات العسكرية للتنظيم في الفترة الأخيرة من المعارك.
يذكر أن عدي ابن ناصر اسماعيل (14 عاماً)، قتل خلال تبادل للقصف في المخيم خلال الأسبوع الأول من المعارك، كذلك شقيقه بلال خرج من المخيم في إحدى سيارات الإسعاف في شهر حزيران الماضي، فقبضت عليه مديرية المخابرات في الجيش.
وتمّت عملية القبض على ناصر اسماعيل في مخيم البداوي، بعدما قامت قوة امنية فلسطينية مشتركة تابعة للكفاح المسلح الفلسطيني، بسلسلة اجراءات امنية لتعقب الفارين من عناصر التنظيم وقادته.
وأفادت معلومات أمنية لبنانية ـــــ فلسطينية، أن العملية بدأت بعد توافر معلومات عن وجود اسماعيل مختبئاً عند احد أقربائه، برفقة خالد، وأن القبض عليهما تم بهدوء ومن دون مقاومة منهما، وسط انتشار امني كثيف نفذته القوة الامنية المشتركة.
وبعد اجتماع لقيادة فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال، سُلّم الموقوفان إلى مسؤولي مخابرات الجيش اللبناني في الشمال، بحضور مسؤولي الفصائل وإشراف أمين سر فصائل المقاومة في الشمال العميد ابو علي فارس.
وأكدت قيادة المقاومة في بيان لها أن «نجاح الإجراءات الأمنية دليل على جهوزية الفصائل من النواحي كلها لضبط الامن والاستقرار في المخيمات، بالتعاون والتنسيق مع الجيش والقوة الامنية، لما فيه امن ومصلحة المخيمات، وامن لبنان الشقيق».
من ناحيته، قال فارس إنه قُبض على اسماعيل «بعد توافر المعلومات عن وجوده في المخيم، فدهمت قوة امنية مشتركة من الفصائل منزل احد اقاربه، وألقت القبض عليه فيما كان مختبئاً على التتخيتة (السقيفة) مع شخص آخر من المجموعة».
وأضاف فارس أنه «بعد استجوابه تم اخراجه ليل الأحد/ الاثنين من المخيم في سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر الفلسطيني وسلّم الى مخابرات الجيش»، مشيراً الى أن اسماعيل «شغل في الفترة الاخيرة منصب المسؤول العسكري لفتح الاسلام»، وأنه الوحيد من قادة «فتح الاسلام» من ابناء مخيم نهر البارد الذي تحصنت فيه المجموعة المتطرفة وواجهت الجيش أكثر من ثلاثة اشهر».
من جهة ثانية نقل مسؤول حركة فتح الانتفاضة خليل ديب، «ابو ياسر»، عن اسماعيل قوله خلال التحقيق معه «إنه بقي في مخيم نهر البارد بعد سقوطه في يد الجيش في الثاني من أيلول، وإن قائد التنظيم شاكر العبسي غادر المخيم قبل شهر على سقوطه».
وقال ديب، الذي انشقّت مجموعة فتح الاسلام عن تنظيمه، إن اسماعيل «كان متكتماً جداً خلال استجوابه من الفلسطينيين»، مضيفاً أنه «ابلغنا انه لم يُمض سوى يوم واحد في مخيم البداوي، وأنه كان قبل ذلك لا يزال في مخيم البارد».

الادعاء على «أبو سليم طه» و13 آخرين

وفي سياق قضائي متصل، ادعى النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا على 14 عنصراً من تنظيم «فتح الاسلام»، بينهم 7 موقوفين منهم أبو سليم طه، بجرائم الانضمام إلى «فتح الاسلام» بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال. وأحال الموقوفين والمضبوطات المرفقة بالتحقيقات الاولية على قاضي التحقيق العدلي غسان عويدات لاستجوابهم، وإصدار مذكرات توقيف وجاهية وغيابية بالفارين بعد معرفة هوياتهم الكاملة.
من ناحية أخرى، علمت «الأخبار» أن قبوراً حفرت في مقبرة الغرباء بمدينة طرابلس لدفن عدد من جثث مقالي «فتح الإسلام» الموجودة في براد المستشفى الحكومي في طرابلس.