ثائر غندور
بعد أعوام من غياب كافيتريات ومطاعم لائقة بأسعار معقولة في مجمع الحدث الجامعي، ها هي إدارة الجامعة تَعِد الطلّاب بتغيير نحو الأفضل عبر تلزيم إدارة الكافيتريات لشركة «أبيلّا»
أمضى طلّاب الجامعة اللبنانية في مجمّع الحدث عامهم الدراسي الماضي بالاعتماد على إحدى البسطات لشراء حاجاتهم اليومية. إلى ذلك، شهدت كافيتريا معهد الفنون الجميلة ـــــ الفرع الأول، مشاكل وصلت إلى حد التضارب بين طلاب المعهد وطلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية ـــــ الفرع الأول. فقد ظهرت المشاكل كأنها خلافات على أحقية شراء فنجان قهوة، رغم أنّها مشاكل سياسية ــــــ اجتماعية.
إذاً، سبّب غياب الكافيتريات عن عدد من كلّيات المجمّع خللاً أساسياً في حياة الطلّاب في المجمّع، رغم أنّ المباني ودفتر الشروط كانت جاهزة، كذلك الشركات التي ستتولى التلزيم؛ لكن لم يتم تلزيمها لأسباب كثيرة جزء منها غير معلن حتى اليوم.
الجديد هذه السنة، هو أنّ إدارة الجامعة اللبنانية لزّمت هذه الكافيتريات لشركة «أبيلّا»، وهي الشركة التي كانت جاهزة لتسلّمها في العام الماضي. فقد ربحت الشركة المناقصة التي أقامتها إدارة الجامعة اللبنانية لـ «إدارة واستثمار وتشغيل المطبخ الجامعي والمطاعم والاستراحات التابعة له في مدينة الحدث الجامعية»، وذلك بقيمة تقارب خمسمائة مليون ليرة لبنانية. ويبلغ عددها إحدى عشرة كافيتريا مع ثلاثة مطاعم، وهي تتوزّع على جميع الكليات والمباني الموجودة في المدينة الجامعية. يلزم العقد الشركة الملتزمة بتشغيل ما لا يقل عن تسعة وسبعين موظفاً «وأن يكون جميع العمّال والمستخدمين لبنانيين ويستثنى من هذا الشرط عمّال التنظيفات».
كذلك يُلزم العقد الشركة بتقديم نوعيْن من «الصحن اليومي» في جميع أيام الأسبوع ما عدا يومي السبت والأحد، على ألا يزيد ثمن الواحد منها على 3500 ليرة والآخر على 5000 ليرة لبنانية. ويشترط أيضاً ألا يتكرّر الصحن ذاته مرتين في الأسبوع. ويحدّد العقد تفاصيل المواد الغذائية المسموحة والممنوعة ووزن قطع اللحوم المستخدمة في السندويشات.
وتم تحديد أسعار السلع بتفاصيلها، ويمكن وضعها تحت العناوين الآتية:
ـــــ المشروبات الباردة: من 500 إلى ألف ليرة.
ـــــ المشروبات الساخنة: من 500 إلى 1500 ليرة.
ـــــ السندويشات والمعجّنات: من 500 إلى 1750 ليرة.
ـــــ السلَطة والمتبّلات: من 1250 إلى 2000 ليرة.
ـــــ الحلويات والفاكهة: 750 ليرة.
وفي إمكان زائر مدينة الحدث الجامعيّة أن يُلاحظ عمّال شركة «أبيلّا» يقومون بتنظيف هذه الكافيتريات وإعدادها، لتبدأ بالعمل مع بدء العام الجامعي وانتقال الطلّاب إلى السكن الجامعي. وتحرص الشركة على التواصل مع مجالس طلاب الفروع حتى تكون على بيّنة من إعدادها ولا تحصل تصادمات. لكنّ الأسئلة التي تُطرح في هذا الإطار: هل تلزّم الشركة بشروط النظافة والأسعار المحدّدة في العقد؟ هل يتم منع الموسيقى في هذه الكافيتريات كما كان يحصل في السابق؟ وهل يتم منع بعض أنواع «الجلسات» لأسباب أخلاقية؟ أم سيقاطع عدد من الطلّاب هذه الكافيتريات لـ«حصول أمور منافية للحشمة فيها؟». أسئلة مشروعة بسبب التجارب السابقة، لكن الإجابة تبقى رهن التجربة التي ستبدأ قريباً.