عمر نشابة
لا يشتكي المواطن من الإجراءات الأمنية إذا رآها مجدية وفعّالة وبالتالي ضرورية. لكن عندما يلاحظ هذا المواطن أن الاجراءات التي تفرضها القوى الامنية على الناس في الاماكن والطرقات العامة لم تساعد على حماية البلد من التفجيرات الارهابية التي بلغ عددها 24 وكان آخرها انفجار حرش تابت في 19 أيلول الماضي الذي راح ضحيته نائب و4 آخرون و71 جريحاً من صفوف المواطنين اضافة الى اضرار بالغة في الممتلكات الخاصّة والعامّة، يحقّ له أن يُسائِل المسؤولين. وعندما يشاهد المواطن بأمّ عينه الإهمال في التخطيط والتنفيذ لحماية الشخصيات، لا بدّ أن يتساءل عن سبب ذلك التفريط بحياة أشخاص مهدّدين. ففي منطقة قريطم حيث يقع منزل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحيث يقيم حالياً نجله سعد، تفرض قوى الحماية طوقاً أمنياً واسعاً، لكن بعض الإجراءات المتّبعة غير منطقية وغير مجدية على الاطلاق. ولا حاجة أن يكون المرء خبيراً في الامن والحماية ليلاحظ ذلك. ففي أوّل شارع اميل ادّه الموازي لشارع الحسين حيث يقع منزل الحريري، نصبت قوة من فوج التدخل السريع في قوى الامن الداخلي تؤازرها قوة من فرع المعلومات حاجز تفتيش. وبغضّ النظر عن الازعاج والزحمة التي يخلّفها الحاجز في هذه المنطقة التي تقع فيها جامعة ومدرستان ومحال تجارية ومطاعم، يلاحظ المواطنون أن الحاجز لا ينفع. فمن المفترض أن يدقّق عناصر الحاجز المذكور في السيارات والآليات المتوجهة نحو شارع اميل ادّه والآتية من شارع القلعة أو من نزلة الجزائري أو من شارع السادات، لكن يمكن السيارة أو الآلية الآتية من شارع السادات أن تنعطف يساراً الى شارع بعلبك ومنه يميناً الى شارع الماهاتما غاندي لتصل الى شارع اميل ادّه دون المرور بأي حاجز أو نقطة تفتيش. فما نفع الحاجز في أوّل شارع اميل ادّه؟ وما هو دوره غير ازعاج الناس وإرهاق اصحاب المصالح التجارية في المنطقة؟