رأى النائب سعد الحريري «أن التهديد بالفراغ الرئاسي، أو بقيام حكومة ثانية، هو تهديد برمي لبنان في المجهول، وفتح أبواب البلد لرياح الخارج». وقال «لا بد من وصول رئيس جديد، مهما كانت الظروف والتحديات»، معتبراً أن الرهان على ذلك «واقعي، نعمل له بكل ما نملك من قوة وإرادة، لأنه رهان على انتقال لبنان من عهد اليأس والخوف والجرائم المتنقلة إلى عهد الاستقرار المنشود وتجديد الثقة بدولة المؤسسات»، وقال: «أيدينا ممدودة، كي تخرج الرئاسة الأولى من الظلمة إلى النور».جاء ذلك في كلمة للحريري خلال إفطار أقامه في قريطم على شرف عائلات طرابلس، واستهلها بالقول: «إن معركة نهر البارد قطعت الطريق على قيام إمارة الإرهاب في عاصمة الشمال»، مكرراً اتهامه للنظام السوري بمحاولة «الثأر لانسحابه من لبنان، عن طريق زرع الخوف والرعب والجريمة والتفجير». وأضاف: «لو لم تكن المعركة حُسِمَت كما حصل، لكان النظام الإرهابي يحتفل اليوم بنجاحه في القضاء على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري المعتدل والعروبيّ، وعلى أي أمل بمواصلة مسيرتنا الإنمائية والإعمارية».
وقال «إن المنطقة تَغلي بالأحداث، من فلسطين، إلى العراق، إلى المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط، إلى النزاع النووي الإيراني»، معتبراً أن ذلك «يطرح على لبنان وجوب التفتيش عن معادلة خاصة، تمنع عليه السقوط في المخاطر الكبرى»، وهي «وحدة الموقف تجاه الاستحقاقات الداخلية الرئيسية»، وأولها «رئاسة الجمهورية، التي لن يكون من مصلحة لبنان تعريضها للفراغ».
وشدّد على وصول رئيس جديد «يكون قادراً على إعادة جمع اللبنانيين، وتوفير مقومات حكم لا يكون ملحقاً لأي نظام غير النظام الديموقراطي اللبناني»، معتبراً أن الطريق إلى ذلك «ليس صعباً إذا توافرت النيات الحسنة، وإذا جعل اللبنانيون من التوافق سبيلاً للخلاص لا للمناورة، أو وسيلة لكسب الوقت والرهان على تعليمات خارجية». وجدّد قوله «نريد رئيساً يُصنع في لبنان».
وختم: «هذه هي أفعالُنا وأقوالُنا وإرادتُنا. هذا ما نقوله في الداخل، وما سنقوله في أي مكان من العالم. القرار هنا، والتوافق هنا. ولا خيار لنا سوى ملء الفراغ برئيس جديد، وإنهاء زمن الحكم الناقص والتلاعب بالدستور».
(الأخبار)