أمل البطريرك الماروني نصر الله صفير مجيء «رئيس ينهض بالبلد، يُجمع عليه اللبنانيون، ويعرف هو كيف يجمع اللبنانيين بدون تفرقة أو تمييز»، إلا أنه رأى «في ذلك، شيئاً من الصعوبة، لأن هناك مداخلات كثيرة، لكن إذا عرفنا كيف نحزم أمرنا ونعي مسؤولياتنا، فإن كل شيء صعب يصير سهلاً، وخصوصاً إذا عرفنا كيف نتحمل مسؤولياتنا». واتهم «الكثير من اللبنانيين» بأنهم «يدينون بالولاء لهذه أو تلك من الدول»، حاضّاً على الولاء للبنان.فقد استقبل صفير أمس وفداً من رؤساء «المصالح الطلابية في قوى 14 آذار»، زاره معرباً عن تأييده لمواقفه «ولا سيما بما يختص بدعوة نواب الأمة الى الحضور الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس جديد يحمل تطلعات شباب لبنان»، وعن قلقه «لما يحكى عن التسلح»، مطالباً بـ«حصر السلاح بيد الشرعية وحل خلافاتنا من خلال المؤسسات الدستورية، وعدم اللجوء الى أي وسائل عنفية».
وردّ صفير بكلمة، شدّد فيها على ضرورة التعايش بين المسلمين والمسيحيين «في جو من الإلفة والمحبة والتعاون»، واصفاً الظروف الحالية بأنها «صعبة، لكن إذا تضافرت الجهود وتنقّت القلوب من أدرانها، وعرفنا أن نعيش معاً كما يعيش الإخوة، فإن هذه الظروف تذلَّل لا بل تزول، ولكن يبقى أن الكثير من اللبنانيين يدينون بالولاء لهذه أو تلك من الدول، وقبل أن ندين بالولاء لهذه أو تلك من الدول علينا أن ندين جميعاً بالولاء لوطننا لبنان، والناس يسعون وراء مصالحهم وما من أحد يسعى الى مصلحة سواه إلا إذا كانت مصلحته تقضي عليه بذلك، ولذلك علينا نحن أن نسعى الى مصالحنا قبل كل الناس».
وذكّر بقول البابا الراحل يوحنا بولس الثاني «إن لبنان رسالة، رسالة أخوّة للشرق والغرب، وفيه مسيحيون ومسلمون يعرفون كيف يعيشون معاً على قدم المساواة في جو من الوفاق والمحبة»، مضيفاً إن «هذا ما يجب أن يستمر». وأمل «أن تمر هذه الأيام الصعبة علينا، وهي أيام فيها الكثير مما يخشاه اللبنانيون».
وعرض صفير التطورات مع السفير الإيراني محمد رضا شيباني، الذي رفض الإدلاء بأي تصريح بعد اللقاء.
والتقى أيضاً وزير العدل شارل رزق، واستبقاه الى مائدة بكركي. ولدى مغادرته رأى رزق أن «الرئيس العتيد هو الذي يعي أكثر من غيره، كم أن الشعب اللبناني رغم الانقسامات السياسية الظاهرة، متفق ومتوافق حول بعض المسلّمات والقناعات، أولها أن الانقسام السياسي اليوم هو في محتواه مذهبي بين كتلتين يطغى عليهما لون مذهبي معين، وإذا استمر هذا الأمر فإنه حتماً يقود الى الاقتتال والحرب الأهلية، وهذا لا يمكن أن يستمر لأن الشعب اللبناني بكل قواه ليس مستعداً لأن تقاتل أي فئة فئة أخرى، لذلك المطلوب، إيجاد صيغة عن طريق قانون الانتخاب تسمح لنا بأن نُحلّ مكان الانقسام المذهبي انقساماً سياسياً كما كنا في السابق».
ورأى أن القناعة الثانية لدى اللبنانيين «هي المحكمة الدولية، حيث أيقن الجميع أنه لا بد منها، وهي الآن قيد التنفيذ»، مؤكداً «التوافق» حولها من معظم اللبنانيين «قوى الأكثرية وأيضاً قوى المعارضة»، ورأى أنها «أصبحت اليوم وسيلة لجمع اللبنانيين لا لتفرقتهم كما يحلو للبعض أن يقول»، خاتماً بالقول «إن آفاق الوفاق هي أكثر وأعمق بكثير مما يتصوّره البعض».
كما التقى الوزير السابق إبراهيم الضاهر ورئيس حزب الحركة اللبنانية والمرشح لرئاسة الجمهورية نبيل مشنتف، الهيئة الإدارية للمنتدى الحقوقي، والمدير العام للتجهيز المائي والكهربائي فادي قمير، وتلقى دعوة من ملتقى القدس العالمي للمشاركة في المؤتمر الذي سيعقده في تركيا الشهر المقبل.
(وطنية)