ثائر غندور
لا يختلف مدخل مبنى كلية العلوم ـــــ الفرع الأول هذا العام عما كانه في الأعوام السابقة، فلم تحدث أي تغييرات على المبنى. مشهد الطلّاب هو أيضاً لم يتغيّر: مجموعات من الحزبيين تستقبل الطلاب الجدد بحجّة مساعدتهم على التسجيل، بينما يبدأون بهذه الطريقة «استقطاب» الطلّاب الجدد.
حتى ظهر أمس، كان عدد الطلاب الجدد في الكلية قد وصل إلى نحو 1700 طالب، ينقسمون بين علوم الحياة والكيمياء والرياضيات والفيزياء. يصل هؤلاء إلى مدخل الكليّة، يُفاجأون بطاولات عدّة تستقبلهم. هنا طاولة لمجلس طلاب الفرع بشعاره «سنخدمكم بأشفار عيوننا» الذي هو بالمناسبة شعار التعبئة التربوية في حزب الله، وتتبنّاها كلّ مجالس الفروع التي يرأسها الحزب. في المقابل طاولة لمجلس طلّاب الفرع أيضاً لكن مع علم حركة أمل عليها. وعند سؤال حسن المحمود (عضو في مجلس طلّاب الفرع) عن سبب هذا التمايز بين طاولتي مجلس الفرع يجيب: «منذ عشر سنوات ونفعل هكذا». هو يرى أن هذا التصرّف طبيعي لكونهم ممثلين في المجلس، وقد يُظن أنّ المجلس وسيلة للعمل الحزبي. فهو يعزو سبب وضع علم حركة أمل على الطاولة إلى أنّ الطلّاب «يأتون إلينا في كثير من الأحيان مرسلين من أعضاء في حركة أمل أو مقرّبين لها». بالمقابل يشير رئيس مجلس طلّاب الفرع في العلوم المدّد له «لأسباب سياسيّة قاهرة» فضل الموسوي، إلى أنه لم يتفق مع حركة أمل على وضع علمها على طاولة المجلس، «فإمّا هي طاولة لهم كحزب أو كمجلس».
المشهد الحاضر اليوم في كلية العلوم، ينطبق على كلّيات أخرى. هو صراع على الشعبية بين حزبيْن يتنافسان على قاعدة جماهيرية واحدة، لكنّهما لا يريدان أن يظهر إلى العلن، لذا تسمع من بعض ممثليهم كلاماً قاسياً بحق الآخر، أو عندما تسأل عن تصرّف ما يبادرونك إلى السؤال: «ألم ترَ التصرف في الكلية الأخرى التي يسيطر عليها الحزب الآخر». هذا ما تحصل عليه في مبنى واحد يضم كلّيتين مختلفتين: الحقوق والعلوم السياسيّة والإداريّة وإدارة الأعمال والعلوم الاقتصاديّة. الأولى تدين بالولاء لحركة أمل والثانية لحزب الله.
بالعودة إلى العلوم، فقد دخل الحزب الشيوعي هذا العام، على خط تقديم الخدمات للطلّاب الجدد. يرى الشيوعيون أن هناك بعض الطلّاب الذين لا يريدون التوجه إلى «أمل» أو حزب الله، وبالتالي «نحن نعطيهم خياراً آخر» تقول بتول وتنظر إلى رفيقها كأنها تطلب موافقتها على ما تقوله. هذه التجربة الأولى للشيوعي. يرونها ضرورية بعدما كبر عدد المجموعة المنظمة في الكلية، ويعتقدون أنها تُقدّم صورة جيدة عنهم للطلّاب على أبواب عام دراسي، يريدون أن تكون انتخابات مجلس طلّاب الفرع في الشهر الأول. يقومون بهذه الخطوة رغم أنّهم أول من قال إنّ هذا النوع من الخدمات هو واجب على مجالس طلّاب الفروع تقديمه دون منّة. سبحان مغيّر الأحوال!.