ليال حداد
فيما «فتحت» معظم الجامعات الخاصة أبوابها، ما زال طلاب الجامعة اللبنانية ينتظرون نتائج دورتهم الثانية، التي ما زالت شرعيتها حتى الآن قيد الدرس

تنزل تاتيانا درج كلية الإعلام والتوثيق ــــ الفرع الثاني بتوتّر. الامتحان لم يكن سهلاً وإمكانية نجاحها صعبة. «ما عم بفهم ليش عملوا دورة تانية إذا ما بدّن ننجح». تغادر طالبة السنة الثانية ــــــ صحافة الكليّة على أمل أن يتساهل أستاذ المادة في التصحيح فتنتقل إلى سنتها الثالثة «خالية اليدين» من أيّ مادّة.
انتهت أمس امتحانات الدّورة الثّانية في الكليّة، بعدما عانى الطلّاب مشاكل عدة خلال العام الدّراسي، إذ صدر في بداية العام قرار إداري يلغي الدورة الثانية، ثم عدّل القرار «بعدما قدّمنا طلباً إلى الإدارة، بضرورة إجراء الامتحانات»، يوضح رئيس الهيئة الطالبية في الكلية مروان جرجورة.
غير أنّ الواقع يبدو مختلفاً، فالوثيقة التوجيهية لنظام الـLMD المتّبع في الكليّة تنصّ على ضرورة إجراء دورة ثانية في الصّيف للطلاب الراسبين، لذا وافقت الإدارة على إجراء الامتحانات في الصّيف.
من جهته، يشرح مدير الفرع الثاني الدكتور أنطوان متى، أنّ القانون يسمح بإجراء دورة ثانية، أما المنطق فيقول إن النّظام الفصلي المعتمد يقوم على أساس حمل الطالب لمواده.
ينتقل متّى من الحديث عن الدورة الثانية إلى اللّغط الحاصل في الفصل الثالث أو «SUMMER» المعتمد في الجامعات الخاصة. فيرى أنّ تطبيق الفصل الصيفي في الكلية مرتبط بتعديل النظام الوظيفي لتوفير الطاقم البشري الذي يوفر الخدمة اللازمة للطلاب.
بعيداً من كلية الإعلام، وتحديداً في كلية إدارة الأعمال ــــــ الفرع الأول في المدينة الجامعية في الحدث، يجلس علي أخضر مع رفاقه ينتظرون علامات إحدى مواد الدورة الثانية التي قدموها منذ أسبوعين: «مش عارفين شي، العلامات الصادرة حتى الآن لا تبشّر بالخير، فنسبة الرّسوب... يا رب تنجّينا». لا يعرف أخضر الفرق بين الفصل الثّالث والدورة الثّانية ويعتقد أنّ الأمرين متشابهان. غير أنّ تعليق أحد أعضاء مجلس طلاب الفرع يوضح له الأمر: «الإدارة اعتمدت نظام الدورة الثانية وسمته الفصل الثالث، الذي يقضي بإعطاء صفوف ودروس في الصيف، أما ما حصل معنا، فهو أننا أجرينا امتحانات في المواد التي رسبنا فيها خلال العام». ويعزو معظم طلاب الكلية السبب الأساسي لذلك اللغط الحاصل إلى «أنّ الاساتذة لا يريدون التعليم في الصيف فيختارون الطريق الأسهل، وهو التّحضير لامتحان واحد في الصيف». أما التساهل في التصحيح فيجيب عنه الطلاب بالإشارة إلى لوحة النتائج حيث يصعب إيجاد كلمة ناجح، إلا نادراً، ونادراً جداً.
ونفى الدكتور جورج معتوق أنّ يكون التصحيح في الدورة الثانية مختلفاً عما كان في الدورة الأولى، معتبراً أنّ الأوضاع الأمنية قد تكون أحد أسباب تراجع المستوى الأكاديمي للطلاب. يذكر أنّ هناك تكراراً في طرح الأسئلة، عزاه البعض إلى رغبة الإدارة في التساهل مع الطلاب.