البدّاوي ـــ عبد الكافي الصمد
لم يلقَ «نظام المداورة» الذي أقرّه وزير التربية والتعليم العالي خالد قبّاني الأربعاء الماضي، بين طلّاب البدّاوي وطلاب عشر مدارس رسمية أخرى في طرابلس، بمعدل ثلاثة أيّام لكلّ منهم، قبولاً لدى أهالي المنطقة. واعتراضاً على القرار، نفّذ الأهالي اعتصاماً رمزيّاً في بلدية البدّاوي، حيث قطعوا الطريق الدولي لدقائق، مطالبين بإخلاء مدارسهم الرسمية من نازحي مخيم نهر البارد المقيمين فيها، ومهدّدين بتصعيد أكبر بعد غدٍ الاثنين، يصل إلى حدّ القيام بقطع الطريق الدولي بالكامل، وجعل الاعتصام مفتوحاً حتى يتحقق مطلبهم.
قبل ظهر أمس، توافد عشرات الطلّاب والمواطنين والأمهات إلى مقر بلدية البداوي، وأبلغوا رئيس البلدية ماجد غمراوي رفضهم قرار قبّاني، لافتين إلى أنّهم لن يقبلوا بأي حال من الأحوال بأن تدفع البدّاوي وحدها ضريبة استضافتها النازحين، وأن يكون جزاؤها ضياع مستقبل أبنائهم. ويعود قرار المواطنين بتصعيد الموقف إلى انتشار بعض المعلومات التي تفيد بأنّ مسؤولين سياسيين وتربويين ودينيين في المناطق المجاورة، وخصوصاً في طرابلس والمنية ودير عمار وبحنين، رفضوا نقل أعداد من النازحين إلى مدارسهم الرسمية، بهدف تخفيف العبء عن البدّاوي وتوزيعه بينهم، وأبلغوا من راجعهم أو اتصل بهم، أنّهم غير مستعدّين أبداً للسماح بإقامة تجمع أو «مخيم» جديد للفلسطينيين في مناطقهم. ضاقت قاعة الاجتماعات والغرف الملاصقة لها في دار البلدية بـ «الزائرين المحتجّين». فنجاح الدهيبي شدّدت على «أنّنا نريد مدارسنا كغيرها من المدارس، ولن نقبل بأن يذهب أولادنا إلى طرابلس أو إلى أي مكانٍ آخر ليتلقّوا تعليمهم»، متسائلة في الوقت نفسه: «هل يُعقل أن يُرمى أولادنا في الشوارع لأنّنا لا نستطيع استخدام مدارسنا الثماني في البدّاوي؟». وتوجّهت بكلامها إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري، طالبة ردّ الجميل: «فنحن انتخبناكم زي ما هي، فهل هكذا يكون ردّ الجميل إلينا، أو التعاطي معنا؟». أما الطالبة في علوم الحياة في ثانويّة البدّاوي علا الكردي، فأكّدت عدم استعدادها لاستكمال سنتها الأخيرة في طرابلس، مشيرة إلى «أنّنا استضفنا الفلسطينيين في بيوتنا ومدارسنا، ولكن لا نقبل أن يلحقنا الضرر بسببهم، فالثانوية التي أدرس فيها خلف بيتي تماماً، ولست مستعدة أن أذهب إلى طرابلس». بدورها، ناشدت نظام غمراوي إعادة النظر في القرارات التي اتخذوها، مطالبة «بأبسط الحقوق التي تراعي إمكاناتنا الماديّة، فليس لديّ القدرة على نقل أولادي الستّة من مدرسة البداوي إلى طرابلس، فنحن لا نريد أموالاً من أحد، نريد مدارسنا فقط». وجدّدت عايدة العسل، من جهةٍ ثانية، المطالبة بإعفاء التلامذة من رسوم التسجيل: «فنحن متضرّرون مثل الفلسطينيين، ووضعنا بالمرّة، وما من أحدٍ يعمل في بيتنا». أمّا يوسف المصري، فقد أعطى المسؤولين مهلة حتى بعد غدٍ الاثنين، مشيراً إلى «أنّهم إذا لم يخرجوهم من المدارس، سنقطع الطريق ولن نعيد فتحها إلا بعد تلبية مطلبنا». من جهةٍ ثانية، لفت رئيس البلدية ماجد غمراوي إلى أنّه سيعقد قبل ظهر اليوم اجتماعاً مع رئيس منطقة الشمال التربوية حسام الدين شحادة لدرس الموضوع، وخصوصاً لجهة بحث كيفية تطبيق قرار الوزير، وتذليل الصعوبات، إذ إنّ انتقال نحو 4800 طالب يومياً من البدّاوي إلى طرابلس فيه الكثير من المصاعب». كذلك أشار إلى «أنّ الاتصالات التي أجريناها مع المسؤولين، ومع قيادة الجيش والأونروا، أكّدت لنا أنّ الـ250 عائلة المقيمة في مدارس البدّاوي ستغادرها في غضون شهر على الأكثر».