صبيحة يوم السبت الفائت، نعى الحزب السوري القومي الاجتماعي الى الأمة رحيل آخر مناضلي رعيله الأول الأمين عبد الله قبرصي، عن عمر ناهز 100 سنة، كرّسها مصارعاً من أجل حياة أمته وكرامتها.والراحل من مواليد دده ـــــ الكورة، عام 1909.
انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1934، ورافق مؤسّسه أنطون سعاده الى جانب جيل الروّاد، وشارك في وضع الدستور الأول للحزب عام 1935. عيّنه سعاده نائباً له، عام 1935، وهو منصب في تاريخ الحزب لم يتكرّر. وتولّى مسؤوليات عديدة في الحزب، ومنها: عميد للإذاعة (1934- 1935)، ورئيس للمجلس الأعلى في منتصف الخمسينيات.
بلغت به استماتته في الدفاع عن عقيدته الحزبية ووطنه وأرضه وتحدّي الانتداب الفرنسي، ارتداءَ التشرّد، والفرار من الملاحقة سرّاً وجهاراً، ودخول السجن مراراً، وكان أوّلها في ليلة عرسه.
عام 1961، شارك في التخطيط للثورة الانقلابية التي قام بها الحزب، فغادر الى فنزويلا الى حين صدور العفو عنه عام 1969، وهناك أصدر مجلة «الندوة».
عمل في سلك المحاماة وكان لامعاً في مهنته، وكان مفكراً وأديباً، وهو عضو ومسؤول في اتحاد الكتّاب اللبنانيين وفي نقابة المحامين. عمل في الصحافة، كاتباً وناقداً، إضافة الى أنه كان خطيباً عميق التأثير في النفوس حتى لقّبه البعض بـ«أمير المنابر».
ترك قبرصي ثمانية مؤلّفات، هي: «مصرع السُمَّنة» عام 1943، «وحي الظلام» عام 1945، «نحن ولبنان» عام 1954، «عبد الله قبرصي يتذكّر» (أربعة أجزاء، أوّلها صدر عام 1982، وآخرها عام 2004، والجزء الخامس لا يزال تحت الطبع)، و«قبل الطوفان وبعده» عام 2001.
تزوّج المرحومة جورجيت بربر، عام 1935، ورزق منها ثلاثة أبناء هم: المحامي صباح، ورجل الأعمال ضياء، والدكتور الجامعي عاطف، وابنتان هما ضحى أرملة سامي حداد، وحنان أرملة مسؤول العمليات الفدائية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة الضابط الفلسطيني مأمون مريش الذي اغتاله الإسرائيليون في العاصمة اليونانية أثينا عام 1983.
(الأخبار)