البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
تفاقمت أجواء التوتر والاستياء في أوساط نازحي مخيّم نهر البارد المقيمين في مخيم البدّاوي، ووصلت إلى حدّ الغليان، بالتزامن مع اقتراب موعد عيد الفطر من غير أن تلوح في الأفق ملامح لعودتهم إلى الجزء الجديد من المخيم، حسب الوعود العديدة التي أعطيت لهم. يضاف إلى ذلك «خيبات الأمل» التي عادت بها وفود مسؤولي الفصائل واللجان الشعبية من جولاتها على فاعليات المناطق المجاورة لمخيم نهر البارد، عدا عمّا خلّفته «الشتوة» الأولى من آثار سلبية على أوضاع النازحين، والتي حوّلت المخيم إلى ساحة من الوحول.
فعلى الرغم من مباشرة الفرق الهندسية التابعة للأونروا عملها في الجزء الجديد من المخيم، وعلى الرغم من الزيارات الاستطلاعية والإعلامية العديدة التي قام بها مسؤولون لبنانيون وفلسطينيون لتفقد المخيم، فإنّ كلّ الوعود التي أعطيت بقرب موعد العودة لم تترجم على الأرض بعد، ما دفع النازحين إلى أن ينفّذوا أول من أمس تظاهرة عفوية للعودة إلى مخيم نهر البارد مشياً على الأقدام، إلا أن تدخل القوة الأمنية المشتركة وإطلاقها النار في الهواء، جعلت المتظاهرين ينقلبون عائدين من حيث أتوا، وهم يردّدون: «يا فصائل حلّي عنا، سياسة بطّل بدنا».
مسؤول «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــــــ القيادة العامة» أبو عدنان عودة أبدى لـ«الأخبار» تخوّفه من «تفاقم الأزمة، ومن الضغط الذي بات يفوق قدرة النازحين على التحمّل»، موضحاً أنّهم «بدأوا يتعاملون معنا وكأننا مُخبرون للدولة اللبنانية، وأننا تقاعسنا عن القيام بدورنا في حماية المخيم من الدمار».
أمّا مسؤول «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في الشمال سمير لوباني، فعبّر عن هذه الأجواء في الكلمة التي ألقاها مساء أول من أمس في الإفطار الذي أقامته حركة «التوحيد الإسلامي» في طرابلس، حيث أكّد أنّ الشعب الفلسطيني «ليس رهينة أو ورقة بيد أحد، فنحن رفضنا منذ اللحظة الأولى شعباً وفصائل قتال الجيش... ونحن نرفض اليوم أن نُقبّل يد فلان أو علان من أجل أن يُسْمَح لنا بالعودة».
على صعيد متصل، أوضحت مصادر فلسطينية لـ«الأخبار» أن الزيارات التي قام بها وفد مشترك من الفصائل واللجان الشعبية لرؤساء بلديات وفاعليات البلدات والمناطق المجاورة لمخيم نهر البارد، من أجل رأب الصدع بعد الأحداث الأخيرة، «لم يكن بعضها بحجم الآمال المعقودة عليه».
وأشارت هذه المصادر إلى أن زيارة منسق «تيّار المستقبل» في عكّار حسين المصري في مسقط رأسه ببلدة ببنين «كانت مُخيّبة، إن لناحية الأحكام المسبقة سلفاً الصادرة بحقّ الفلسطينيين، وإن لناحية قيام مجموعة من شبّان البلدة بالترصد لنا عند مداخل البلدة بعد علمهم بوجودنا فيها، الأمر الذي دفع القوى الأمنية إلى التدخل ومواكبتنا حتى خروجنا من البلدة».
وأضافت المصادر أنّ «هذا الأمر انسحب أيضاً على زيارتنا لبلدية المنية التي وإن أبدى رئيسها مصطفى عقل تفهماً منطقياً لما جرى، فإنّ أعضاء في البلدية محسوبين على «تيّار المستقبل» لم يتوانوا عن توجيه التهم إلى بعض الفصائل بمشاركتها في معارك مخيم نهر البارد».