بنت جبيل ـــ داني الأمين
يحظى طلاب فرع جامعة الكسليك في رميش وفرع «الأميركان يونيفرسيتي انستيتيوت» في مدينة بنت جبيل بحسومات على الأقساط التي تختلف عن المركز الرئيسي في كلتا الجامعتين. فالرصيد التعليمي (credit) في بنت جبيل يعادل 85 دولاراً، فيما يبلغ في بيروت 126 دولاراً، وبالتالي لا يزيد القسط الجامعي على 2500 دولار في السنة الواحدة، بحسب مدير فرع «الأميركان يونيفرسيتي إنستيتيوت» في بنت جبيل الدكتور يوسف بزي. وفي جامعة الكسليك في رميش، تم خفض القسط الجامعي إلى 40% عن قسط المركز الرئيسي، وكذلك يجري خفض القسط إلى 20% للطلاب الذين يتخرّجون من فرع رميش ويريدون استكمال دروسهم في مركز بيروت، وذلك مراعاة لأبناء المنطقة، رغم أن المستوى الأكاديمي لا يقل عن المستوى في المركز الرئيسي، كما يقول مدير الفرع الأب شكر الله شوفاني.
وكانت منطقة بنت جبيل قد شهدت بعد التحرير افتتاح فرع لجامعة الكسليك عام 2002 في رميش، وفرع لجامعة الأميركان يونيفرسيتي إنستيتيوت عام 2005 في مدينة بنت جبيل. وقد استقطب الفرعان العشرات من أبناء المنطقة، ووصل عدد الطلاب المسجلين لهذا العام إلى ما يقارب 120 طالباً في كل منهما. وربما كان العدد أكبر لو أنّ الاختصاصات المتاحة في كلتا الجامعتين متنوعة وكثيرة، فجامعة الأميركان إنستيتيوت تستقبل فقط طلاب إدارة الأعمال باختصاصاتها المتعددة، إضافة إلى علوم الكومبيوتر من برمجة واتصالات. من جهتها، افتتحت جامعة الكسليك فرع إدارة الأعمال وعلوم هندسة المعلوماتية.
ورغم ذلك، ليس سهلاً على طلاب القرى النائية أن يستكينوا للدراسة في الجامعات المناطقية البعيدة عن المدن، وخصوصاً بيروت، وإن كان من شأن ذلك أن يوفّر عليهم معاناة البعد عن عائلاتهم وكلفة التنقل والسكن غير المؤمن في أحيانٍ كثيرة. فالطلاب ينتظرون تخرجهم من الثانويات الرسمية في بلداتهم ليحظوا بفرصة الذهاب إلى بيروت والتمتع بالاستقلالية بعيداً عن الأهل وروتين الحياة اليومية في البلدة. ثم إنّ جامعات المدينة تتمتع، بحسب الطلاب، بتأهيل أكبر وملاعب وقاعات حديثة، وتستقطب طلاباً كثراً وما إلى ذلك.
لكنّ الطالب في جامعة الكسليك في رميش علي فواز يبدو مرتاحاً لقرب الجامعة من مكان سكنه ولكونه نموذجاً لدمج الطوائف، وإن كان يطالب بخفض الأقساط التي لا تزال مرتفعة على أبناء القرى والبلدات الزراعية الشبه منكوبة في هذه المنطقة. أما الطالب رودي يونس فيشكو من غياب الكافيتيريا، «فلا مكان نمضي فيه أوقات الفراغ، وخصوصاً أنّ منازلنا بعيدة نسبياً عن هنا». وفي هذا الإطار، يشرح بزي أنّ مبنى الجامعة يتألف من ثلاث طبقات وهو ليس مُعداً ليكون صرحاً أكاديمياً، ما يجعله غير مجهز بالملاعب والساحات اللازمة للطلاب. لكنّ الطلاب، يقول بزي، يمارسون الألعاب الرياضية في الملاعب القريبة من المكان بعدما تعمد الجامعة إلى استئجار هذه الأمكنة، ما يسهم في التخفيف من معاناة المكان الضيق.
من جهة ثانية، يرى بزي أنّ الأساتذة في الفرع يتمتعون بكفاءات عالية، وهم من مناطق جونية والشوف وصور وبنت جبيل ويدرسون في جامعات متعددة. ومن أهم ما يميز الفرع الجامعي هو أنه يضم الطلاب الجنوبيين من ألوانهم ومذاهبهم وأحزابهم المختلفة.