طرابلس ـــ عبد الكافي الصمد
بعد إقرار اتفاقية التعاون الأكاديمي بين جامعة «الجنان» في طرابلس والجامعة الكاثوليكية في مدينة ليون الفرنسية ومعهد حقوق الإنسان في العاصمة الإيطالية روما أواخر العام الماضي، بدأت عملية الانتساب والتسجيل في قسم حقوق الإنسان التابع لكلّية التربية في جامعة الجنان لنيل «الماستر»، على أن تبدأ الدراسة الفعلية في القسم مطلع كانون الأول المقبل.
وتمتدّ الدراسة في قسم حقوق الإنسان لسنتين ينال بعدها الطالب «الماستر»، على أن تكون غالبيّة المواد باللغة العربيّة، وكذلك يتولى التدريس فيه عدد من الأساتذة اللبنانيين والأجانب، إضافة إلى اعتماده على مداخلات أشخاص متخصصين في مختلف مجالات حقوق الإنسان (أمناء عامّون سابقون للأمم المتحدة، حائزون جوائز نوبل، محامون دوليون)، وهؤلاء الاختصاصيون سيناقشون مع الطالب الإشكاليات والنزاعات المعاصرة وطرق حلّها، وكيفية تطبيق مبادئ حقوق الإنسان، وهذه الطريقة المعتمدة في هذه الطروحات توجِّه الطالب نحو بحثه العلمي الذي يتوجب عليه تقديمه لإتمام الاختصاص.
وفي هذا الإطار، لفتت رئيسة القسم الدكتورة لينا طبّال إلى أنّ مادة «مدخل إلى حقوق الإنسان» سيتم إدخالها إلى فروع كليّات الجامعة كافّة هذا العام، لتكون مادة دراسية اختيارية للطلّاب، وأوضحت «أنّ الهدف من إنشاء هذا القسم في الجامعة نابع من كوننا نعيش في منطقة تشهد نزاعات عدة، وتُنتهك فيها حقوق الإنسان يومياً، لذا وجدنا أنّه يُفترض تهيئة من يُعنى بهذا الجانب، وخصوصاً أنّنا نعاني نقصاً كبيراً في هذا المجال». وكشفت طبّال عن نيّة الجامعة عقد مؤتمر عالمي يتناول حقوق الإنسان مستقبلاً، إلا أنّها في المقابل لم تخف الصعوبات التي اعترضت إنشاء القسم في الجامعة، «وخصوصاً من جانب طلّاب قسم الدراسات الإسلامية في الجامعة، الذين تخوّفوا من أن يكون إقرار هذا البند مدخلاً لإرساء قيم وقوانين تتعارض مع قيمنا الدينية والاجتماعية، مثل إقرار حقوق الشاذّين جنسياً وغيرها، على اعتبار ذلك حقّاً من حقوق الإنسان». لكنّ طبّال طمأنت إلى «أنّ كلّ المخاوف ليست حقيقية، لأنّ سقف عملنا في هذا المجال هو قيمنا الدينية»، مشيرة إلى «أنّنا سنسلك طريق المواءمة بين التشريعات الدينية وقوانيننا الوضعية والقانون الدولي في هذا الجانب». وشدّدت طبّال على «أنّ بعض الأمور ستدخل ضمن المواد الدراسيّة للطلاب، مثل الانتهاكات التي تمارس بحقّ المواطنين والعنصرية، وقوانين الحرب والنزاعات، وغيرها من الأمور التي نرى أنّ على الطالب أن يكون على بيّنة واطلاع عليها».