علي محمد
بعد البيان الذي نشرته مديرية قوى الأمن الداخلي أمس عن العثور على أنطوان أبي صعب ميتاً داخل فصيلة درك غزير، أصدر طوني تبشراني، محامي ميرنا نقولا سابا، زوجة أنطوان أبي صعب، التي قتلت في أواخر أيلول، بياناً رد فيه على قوى الأمن وعلى رابطة آل أبي صعب. وجاء في بيان تبشراني أن الكسر في جمجمة أنطوان (سبب الوفاة) لم يكن سببه الاعتداء الذي تعرض له في 30/9، والذي قتلت زوجته فيه، بل «إنه هو قام بنفسه برطم رأسه في حافة الطريق مراراً، بسبب حالة نفسية، وهذا ما ذكره لعدد من الشهود في المستشفى». كما قال المحامي إن تحويل أنطوان أبي صعب من المستشفى إلى فصيلة درك غزير، كان بناء على إشارة النائب العام الاستئنافي «بعد الموافقة والتنسيق بين الطبيب الشرعي والطبيب المعالج الذي أكد أن حالة أنطوان مستقرة، وهو لا يحتاج إلى علاج ويستطيع الخروج من المستشفى». وخلافاً لبيان مديرية قوى الأمن الداخلي، جاء في توضيح تبشراني أن أنطوان لم يخضع لتحقيق مدته أربعة أيام، لكن «نقل من المستشفى ليل الاثنين، وبوشر التحقيق نهاري الثلاثاء والأربعاء بإشراف النيابة العامة الاستئنافية، وتوقف التحقيق الخميس لأسباب تقنية ومخبرية». وأشار إلى أنه كان من المفترض استكمال الاستجواب يوم الجمعة، لكن الوفاة حالت دون ذلك.
وتساءل تبشراني عن مصدر المعلومات التي وردت في بيان آل صعب عن الكسر في جمجمة أنطوان وحجمه، «بالرغم من عدم وصول تقرير الطبيب الشرعي إلى ملف التحقيق عند صدور البيان»، وطلب من النيابة العامة التحقيق في هذا الموضوع. كما تساءل أيضاً عن سبب الكسور ما دامت ليست ناتجة من الاعتداء الذي رأى المحامي أن أنطوان «لم يتعرض له»، ولا من أي عنف مستخدم من عناصر قوى الأمن، مستنداً إلى تقارير الأطباء الشرعيين الذين أكدوا عدم وجود آثار للعنف على الجثة.
وفي الختام طلب المحامي تبشراني، من الفرقاء كافة «توخي الدقة وعدم استباق نتيجة التحقيق وإطلاق شائعات مغايرة للحقيقة». وأبدى ثقته الكاملة بالقضاء وبالقوى الأمنية «التي أظهرت جدية وموضوعية بالتعاطي مع هذه الجريمة بالإمكانات المتواضعة المتوافرة لها».
وتجدر الإشارة إلى أن أنطوان أبي صعب، الذي توفي في فصيلة درك غزير، كان قد ادعى بأنه تعرض وزوجته ميرنا نقولا سابا للاعتداء، ليل 30/9/2007، على طريق دلبتا ـــــ عرمون. وقال في التحقيق، بحسب ما ورد في بيان قوى الأمن الداخلي، إنه ترجل من السيارة لإزاحة حجر من الطريق، فهاجمه شخصان مجهولان وضرباه، وأطلق أحدهما النار على زوجته ميرنا، فأصيبت بثلاث طلقات في وجهها وأُرديت على الفور.
وكان المحامي تبشراني قد ذكر في بداية البيان أنه يجد رواية أنطوان «بعيدة عن الواقع والمنطق، استناداً إلى الادلة المبينة والثابتة في مسرح الجريمة»، مشيراً إلى حجم الحجر وإمكان قطعه للطريق، وقال إن هذه الرواية «خلقت شكوكاً جدية لدى ورثة ميرنا سابا، حدت بهم إلى اتخاذ صفة الادعاء الشخصي في هذا الملف».