strong> راجانا حميّة
سئم مسؤولو الدولة مشاكلهم المزمنة، وبات عليهم البحث عن «دمٍ» جديدٍ يحمل تداعيات «الإكس فشل» في معظم الميادين، فكانت «النصيحة» الأولى لمنتدى الشباب الاقتصادي من وزير الاقتصاد والتجارة سامي حدّاد وغيره من الشركاء بالإسراع في تقديم حلول موضوعيّة «لأزمة الكهرباء والماء... والحبل ع الجرّار». في اليوم الأوّل بعد إطلاق المنتدى حمل الشباب عبء مسؤوليّة الدولة ومشاكلها، وفي جعبتهم إيجاد فسحة حوارٍ بين الشباب اللبناني وصانعي القرار حول المسائل الاقتصاديّة والاجتماعيّة من أجل تشجيع النقاش العام وإشراك الشباب في قضايا الشأن العام. بالأمس، بدأت المسؤوليّة الرسميّة أمام مجموعة شباب وطلاب جامعيين يسعون إلى المشاركة في صنع القرارات الرسميّة، والتفكير جدّياً في البقاء في لبنان... ولأجل لبنان. غير أنّه ليس في المنطق اللبناني ما يمنع «السياسة» من الدخول في أي نشاط، ولو بطريقةٍ عرضيّة، فكانت طيفاً حاضراً في حفل إطلاق المنتدى، أمس، في السرايا الحكومية. وقد حاول وزير المال الدكتور جهاد أزعور أن يبتعد عن مشكلات السلطة، فكان «الشابّ» الطموح المتمسّك بدور شبابٍ كثر يطمحون أيضاً بتطلّعاتهم إلى معالجة المشاكل الاقتصاديّة والاجتماعية، بعيداً من حفلات السياسة اليوميّة التي جهد بعض الشباب الحاضرين في إقحامها باسم أحزابهم في وظيفة منتدىً جديدٍ يُفترض «أنّه فسحة استثنائيّة للحوار من أجل الوطن».
ولكن على رغم ذلك، لم يخفَ على الحاضرين الكثيرين أنّ الهدف من منتدى الشباب إيلاء أهمّية جدّية لمشاكل الدولة والشباب في الوقت عينه، إذ أشار ممثّل المنتدى ووزير الثقافة في حكومة الظلّ الشبابيّة يحيى مولود إلى أنّ الهدف «هو ردم الهوّة بين الشباب والقطاع العام وكسر احتكار السياسة للمال والاقتصاد، إضافة إلى كسر الرهانات النظريّة في الاقتصاد ومحاولة تطبيق برامج واضحة تساهم في التنمية الفعليّة وتعزّز الشفافيّة والمساءلة الموضوعيّة». وفي هذا الإطار، أعلن مولود النشاط الأوّل الذي يعدّ له المنتدى مطلع الشهر المقبل عن الموازنة وإيرادات الدولة، والذي يسعى من ورائه إلى إعادة النظر في هذه الإيرادات. كذلك لم يخفِ مولود العقبات التي واجهت وتواجه المشروع، غير أنّه لم يحسم خياره في اتّجاه السلبية، طالباً من الشباب العمل بوعيٍ أكثر على تفعيل العلاقة بين المواطن ودولته بغضّ النظر عن السلطة وأشخاصها، والجمع بين خبرات المعنيين ورؤية الشباب للتشجيع على الاستثمار. ولفت إلى ضرورة زيادة مشاركة الشباب في الحياة العامّة بدلاً من تهميشهم أو تهجيرهم إلى بلدانٍ أخرى. بدوره، أوضح أزعور أنّ المنتدى يستهدف في نهاية كلّ مشروعٍ صياغة توصياتٍ ورفعها إلى المسؤولين المعنيين في الدولة، إضافة إلى تبادل المعلومات وتفعيل الحوار حول صناعة السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والإعلاميّة. وشدّد أزعور على أنّ المنتدى مفتوح أمام جميع الشباب «مهما يكن توجّههم السياسي والمناطقي...». أمّا وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت فأسف للشباب الذين لم يتواجدوا «إلى الآن» في المنتدى بسبب انتماءاتهم وتوجّهاتهم التي تمنع عليهم المشاركة في الدولة. يُذكر أنّ حفل الإطلاق شهد جلسة نقاش واسعة بين الشباب وأصحاب القرار في المؤسّسات الرسميّة والاقتصادية والإعلامية والتربويّة الذين وضعوا إمكاناتهم في خدمة شباب المنتدى، بدءاً من رأسمال المال والاستعانة ببنوك المعلومات واللقاءات الإعلاميّة... وصولاً إلى المواصلات والأكل.