المعارضة تطلق «جبهة عريضة» والفيصل إلى طهران لبحث الملف اللبناني
وجّه البطريرك الماروني نصر الله صفير دعوة للأحزاب والتيارات المسيحية المارونية من المعارضة والموالاة الى لقاء يعقد الخميس في بكركي لبحث التطورات عشية الاستحقاق الرئاسي. وتولى المطران سمير مظلوم توجيه الدعوات التي شملت حزب الكتائب اللبنانية و«القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» وتيار «المردة»، وحزبي الكتلة الوطنية والأحرار، إضافة الى شخصيات ونواب مثل الوزيرة نائلة معوض والمرشحين نسيب لحود وبطرس حرب وروبير غانم.
وأعلن النائب ميشال عون، في حديث الى محطة «أو تي في» مساء أمس أنه سيشارك في الاجتماع. وقال إن الحضور «سيحصر بالأقطاب، وسنكون مجموعتين: مسيحيي المعارضة ومسيحيي السلطة، حيث سيجتمع البطريرك الماروني مع كل مجموعة لتكوين فكرة وموقف»، أي «سيكون هناك اجتماعان منفصلان». وأشار الى أنه لم يتلق جدول أعمال محدداً، مضيفاً «أكيد سنتداول الأزمة الراهنة ومنها رئاسة الجمهورية والأخطار المحدقة بالمجتمع اللبناني».
وطمأن عون الى أنه «رغم كل الأجواء، لن يكون هناك صدام»، معتبراً أن الموقف الأميركي «ليس مع الفوضى، بل يريدون هدوءاً»، والأوروبيون «لا يريدون الفراغ إطلاقاً، بل وظفوا قدرتهم من أجل الاستقرار»، والعرب «لا أحد منهم يريد صداماً يمكن أن يتحول مذهبياً في لبنان، لأنه يؤذي كل الدول العربية». ورأى أن الطرف الوحيد الذي قد يشجّع على الصدام في لبنان هو إسرائيل «ولكنها غير قادرة على أي عمل عسكري آخر، بعد التحقيقات حول حربها الأخيرة». وشدّد على وجوب عدم الوصول الى الفراغ في موقع الرئاسة. إلا أنه رأى صعوبة في انتخاب رئيس للجمهورية في ضوء التصريحات والمواقف الأخيرة.
من جهتها، قالت مصادر حزبية مسيحية من فريق 14 آذار إن دعوة صفير كانت الى اجتماع موحد على مستوى الأقطاب، واتهمت تياري «المردة» و«الوطني الحر» برفض الاجتماع مع «مسيحيي السلطة»، مشيرة الى أن الاجتماع قد يعقد على مستوى المندوبين.
الى ذلك، علمت «الأخبار» أن المعارضة ستعلن بعد عطلة عيد الفطر «جبهة وطنية عريضة» في حضور الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله وجميع الأمناء العامين للأحزاب والقادة والشخصيات المعارضة، لـ«حماية لبنان وسلمه الأهلي من مشاريع الحكومة ومخططاتها السياسية والاقتصادية الهدامة».
من جهته، رأى رئيس الجمهورية العماد إميل لحود «أن أي رئيس يشكل تحدياً أو يأتي خلافاً للأصول الدستورية، لن يكون في استطاعته المحافظة على وحدة لبنان مهما نال من دعم خارجي»، مؤكداً أن «بعض ما نسمعه من مواقف لا يُطمئن»، وأمل «أن يعي الساعون الى فرض رئيس غير وفاقي خطورة ما يفعلون».

التحرك الأوروبي ــ السعودي ــ الإيراني

وأكدت باريس وروما أمس أن وزيري خارجيتيهما ماسيمو داليما وبرنار كوشنير ونظيرهما الإسباني ميغل أنخيل موراتينوس سيزورون لبنان «قريباً» من أجل «لقاء قادة سياسيين وشخصيات لبنانية مختلفة»، مشيرين إلى أن موعد الزيارة «لم يحدد بعد»، فيما رجّح سفير إسبانيا ميغل بينزو بيريا أن يكون 19 الحالي موعداً للزيارة.
وفي غضون ذلك، أعلنت الخارجية الإيرانية أن محادثات مع الرياض بدأت لحل الأزمة اللبنانية، وأن طهران تنتظر زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، داعية اللبنانيين إلى مواصلة الحوار سبيلاً وحيداً للوصول إلى رئيس توافقي. ونقلت محطة «تلفزيون العالم» الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية لشؤون الدول العربية والأفريقية محمد رضا باقري قوله إن «السعوديين أعربوا قبل فترة عن رغبتهم في أن نتعاون معهم بشأن القضايا اللبنانية، وقد بدأنا محادثات جيدة». وأشار إلى أن الجولة الأخيرة من المحادثات جرت بين وزيري خارجيتي البلدين على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وحذر من أن الوقت الباقي لانتهاء ولاية الرئيس لحود «قصير جداً، وإذا لم يتم التوافق خلال هذه الفترة فإن هذا الأمر سيثير قلقنا على مستقبل لبنان».

تخصيص الخلوي

من جهة أخرى، يدرس مجلس الوزراء في جلسته اليوم دفتر الشروط الخاص باستدراج العروض والمزايدة العالمية العامة لبيع رخصتي الخلوي ونقل ملكية معدات شبكتي الهاتف الخلوي الحاليتين الى شركتين خاصتين.
وكانت الهيئة الناظمة للاتصالات والمجلس الأعلى للخصخصة قد وضعا إجراءات عملية البيع التي ستتم على مرحلتين وتستغرق 4 أشهر. والمعروف أن هناك سجالاً قانونياً حول شرعية أي قرار حكومي بإطلاق عملية تخصيص الخلوي قبل إقرار قانون خاص بذلك في المجلس النيابي، إلا أن مجلس الوزراء سيستند في قراره الى مراجعة أعدّتها هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل التي أفتت بجواز ذلك ما دام القانون رقم 431 الذي نظّم قطاع الاتصالات أعطى الهيئة المنظمة صلاحية منح الرخص، علماً بأن العملية المطروحة تنطوي على بيع الشبكتين والموجودات وعقود المشتركين لدى الشركتين القائمتين، وهذا الأمر ليس من صلاحية الهيئة.