strong> عون: لا يوجد انقسام مسيحي حاد ومحكومون بالتوافق للخروج من الأزمة
بعد تأخيره ساعات عدة، عُقد اجتماع بكركي الأول مع القادة المارونيين المعارضين، وقد ضم البطريرك نصر الله صفير واللجنة الأسقفية المؤلفة من المطارنة سمير مظلوم، يوسف بشارة، شكر الله حرب، بولس مطر ورولان أبو جوده، ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية.
وبعد الاجتماع الذي استغرق قرابة ساعتين أدلى عون بتصريح أشار فيه إلى أن تأخير الاجتماع أُعطي معاني سلبية وتعليقات غير مؤاتية. وقال: «استعرضنا بشكل عام الأوضاع التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة. كان اللقاء إيجابياً، ونأمل أن نتوصل مع الموالاة إلى تفاهم للحل».
وأضاف: «إننا نبعث برسالة أمل ونحن مستعدون للتعاون مع الآخرين ليخرج لبنان من هذه الأزمة»، متمنّياً على الفريق الآخر أن يعلن مطالبه بوضوح. وأكد أن «الموضوع الأساسي المطروح هو التوافق على الرئاسة وكيفية الوصول إلى اتفاق حول الرئيس العتيد، أمّا المسائل الآخرى، فهي ثانوية».
ورداً على سؤال رأى عون أنه ليس هناك انقسام مسيحي، مشدداً على أننا محكومون بالتوافق للخروج من هذه الأزمة، وما نطلبه هو إقرار الدستور والتوافق، مشيراً إلى ضرورة تصغير حلقة الاجتماعات.
وكان الإعلاميون الذين احتشدوا في الصباح في الصرح البطريركي قد فوجئوا بتأجيل الاجتماع ما فتح باب التكهنات عن الأسباب التي ردّها البعض الى أسباب سياسية، بينما عزاها آخرون إلى عوامل «تقنية» وأمنية.
وعلى الأثر عقد البطريرك صفير اجتماعاً مع المطارنة أبو جودة، مطر، مظلوم وبشارة، وغادر بعده بشارة ومطر رافضين الإدلاء بأي تصريح، فيما اكتفى الأخير بالقول إن «الاجتماع أرجئ ولم يلغَ»، مؤكداً أن الاجتماع مع ممثلي موارنة 14 آذار اليوم ما زال قائماً. أمّا أبو جودة، فقد أكد بعد الاجتماع إرجاء اللقاء الأول لا إلغاءه.
وفيما تردّد أن الاجتماع سيُعقد خلال ساعات، استقبل المطران مظلوم موفد النائب عون غابي جبرايل واجتمع معه مدة أربعين دقيقة، وكان بحث في مستجدات اللقاء. وقد شارك المطران أبو جودة في جانب من الاجتماع. ورفض جبرايل بعد اللقاء الإدلاء بأي تصريح.
كما رفض صفير التعليق على ما جرى والرد على أسئلة الصحافيين، مكتفياً بالقول «ما في شي عندي قولو وما عندي أي توضيح». وعن سبب الإرجاء قال «اسألوا غيري».
وفي وقت لاحق، جرى اتصال هاتفي بين بكركي ومعراب تمّ خلاله، حسب مصادر رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، البحث في حيثيات عدم انعقاد اجتماع مسيحيي المعارضة،
وتعليقاً على تأجيل الاجتماع أعلن المرشح الرئاسي النائب بطرس حرب تفاجئه بهذا الأمر، مشيراً إلى أن ما بلغه من معلومات يقول إن «هناك طلباً ممن كان يفترض بهم أن يجتمعوا بصاحب الغبطة لأن يصار إلى تأجيل الموعد».
وأضاف: «كل ما أستطيع قوله هو أننا سنلبي دعوة البطريرك الماروني، وسنحاول التعاون مع غبطته للتخفيف من حدة المواجهة السياسية، وإذا أمكن التوافق على حل سياسي يحفظ للبنان فرص العمل كدولة ديموقراطية ويؤمّن للبنان رئيساً قادراً على تكريس الإنجازات الوطنية وإعادة بناء دولة قابلة للحياة يستطيع اللبناني أن يعيش فيها بكرامة». موضحاً أنه سبق «أن وضعنا أنفسنا بتصرف البطريركية المارونية التي نعرف أن دورها لا يمكن إلا أن يكون إيجابياً، يجمع اللبنانيين ويوفق في ما بينهم لما فيه مصلحة لبنان، ولهذا نحن نقف دائماً وراء بكركي».
ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا، في حديث الى إذاعة «الشرق»، أن «الهدف من الدعوة التي كان قد وجّهها البطريرك صفير الى القادة المسيحيين من الموالاة والمعارضة هو جمع الجميع في لقاء واحد، وكنا نفضّل لو حصل ذلك لأن اللقاء الإنساني والاتصال المباشر يؤدي الى إيجابيات مهما كانت المواقف متشنجة ومتباعدة»، لافتاً الى أن «فريق مسيحيي 8 آذار فضّل ألّا يلتقي فريق 14 آذار ربما لأنه لا يستطيع التقدم في موقفه نحو بلورة موقف مسيحي موحّد من الاستحقاق الرئاسي». وأمل «أن يستطيع البطريرك الوصول الى موقف موحّد، ولو بالحد الأدنى الذي يجعل الجميع يعون مسؤوليتهم في تأمين إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري وفي إطارها الدستوري خارج نطاق الشروط والشروط المضادة والتهويل بالتعطيل لأن التعطيل والمقاطعة، كما أعلن صاحب الغبطة، هما مقاطعة للوطن لا لفريق سياسي معيّن».
وردّ عضو «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا على زهرا الّذي رأى أن عدم حضور العماد عون الى بكركي هو رسالة سيّئة للبطريرك صفير، فقال نقولا «إن من لم يوقّع ميثاق الشرف الّذي صدر عن بكركي إنّما هو الرسالة السيئة بعينها لسيّد الصرح»، وأكّد «أن التوقيت لزيارة بكركي لا يقرره أنطوان زهرا أو غيره»، مجدّداً القول إن تأجيل الزيارة اليوم كان لدواعٍ أمنيّة بحتة.
وجدّدت رئيسة الحزب الوطني العلماني الديموقراطي «وعد» جينا حبيقة موقفها من الدعوة إلى الاجتماع الماروني في بكركي، فأكدت أن «الحزب رغم تغييبه، يتمنّى لبكركي كل التوفيق في المسعى الذي ترمي إليه» ورأت أن «وجود الحزب وتمثيله على الساحة المسيحية لا يقرره أو يلغيه دعوة أو عدم دعوة إلى اجتماع» مشددة على أن «غياب «وعد» لن يحمله على الإطلاق على خلق أي قضية تسهم في التباعد والتفرقة». وجدّدت «الثقة بالحلفاء من «التيار الوطني» و«المردة»، مؤكدة أن «حزب «وعد» سيكون ممثلًَا عبرهما ومن خلالهما».
(وطنية)