strong>الجميل مع الحوار المفتوح وجعجع يقلّل من فرص التوافق وصفير يستنجد بالسماء
تضاربت مواقف أركان الموالاة حيال الاستحقاق الرئاسي إثر اللقاءات التي استضافتها بكركي نهاية الأسبوع الماضي لموارنة المعارضة والموالاة، في إطار المبادرة التي أطلقها البطريرك نصر الله صفير لإرساء قدر من التوافق وسط التعقيدات المتشعبة التي دفعت شدتها صفير الى الاستنجاد بالسماء لحلحلتها.
إلا أنه على رغم التضارب في المواقف الذي أرخى بظلال من التشاؤم على نتائج اللقاءات، لم تفقد بكركي تفاؤلها بإمكان التوصل الى اتفاق من خلال تأليف لجنة رباعية تضم مندوبين عن الموالاة ومثلهما عن المعارضة لجوجلة الأسماء وصولاً الى مرشح توافقي، على أن تبدأ اللجنة عملها بداية الأسبوع الجاري بعيداً من الإعلام. وقد مهدت بكركي الطريق أمام عمل اللجنة بالتنصل، بحسب مصادرها، من تصريحات رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي رأى ان المعركة هي ضد «حزب الله» وسوريا، ومن ورائهما إيران، وحصر التوافق بواحد من مرشحَي 14 آذار، نسيب لحود وبطرس حرب، تحت طائلة «الترحم عليهما»، ملوّحاً بمرشحين آخرين. وفي المقابل، ركز أقطاب آخرون في الموالاة على أهمية الوفاق والتوافق في بحث موضوع الرئاسة بعيداً من التحدي لما له من مضاعفات سلبية.
وكان الصرح البطريركي شهد الجمعة الماضي الاجتماع المقرر بين صفير والقيادات المارونية في قوى 14 آذار للتداول في الاستحقاق، وحضره المطارنة: سمير مظلوم، يوسف بشارة، شكر الله حرب، بولس مطر ورولان أبو جوده، الرئيس أمين الجميل، الوزيرة نايلة معوض، والنواب: فؤاد السعد، بطرس حرب، هادي حبيش، النائب السابق نسيب لحود وجعجع، إضافة الى رئيس «حزب الأحرار» دوري شمعون ورئيس «الكتلة الوطنية» كارلوس إده.
ووصف الجميل الاجتماع بأنه «إيجابي جداً وبنّاء»، معتبراً أنه يجب أن ينتخب رئيس «يجسد طموحات الناس، وتكون لديه الشجاعة والقدرة والحكمة لإنجاز السيادة الوطنية ويستطيع أن يؤمن الحوار السليم بين كل الأطراف وكل الفئات السياسية، وبالتالي نكون نؤسس لمرحلة جديدة». ولفت الى ان الأمور معقدة جداً، موضحاً «أن الموضوع لا يتعلق فقط بالفريق الماروني، وبكركي ليست الوحيدة القادرة على حل المشكلة، فهناك أطراف أخرى، وهذا الانتخاب (انتخاب الرئيس) هو انتخاب وطني يشمل جميع النواب ممثلي الشعب».
واعتبر رداً على سؤال أن حرب ولحود «يمثلان الضمانات لإنجاز الاستقلال والدفاع عن المصلحة الوطنية العليا»، لكنه أشار الى «أننا نفاوض ونحاور، والحوار ليس مقفلاً وكل شيء مفتوح، شرط ان هناك تضحيات وشهداء في سبيل السيادة والاستقلال والنظام الديموقراطي البرلماني الحر في لبنان، وهناك تضحيات كبيرة ودموع ومآس حصلت يفترض بنا ان نقطف ثمارها لجهة انتخاب رئيس يجسّد معنى كل هذه التضحيات والشهادة». وكشف ان المعارضة لم تطرح شروطاً تعجيزية، وأكد ان «هاجسنا هو رئيس جمهورية صنع في لبنان وينتخب من قبل النواب اللبنانيين أولاً وآخراً من دون أي ضغط من أي نوع كان».
بدورها أكدت معوض «أننا على استعداد للوصول الى حوار بنّاء بين القوى المارونية في 14 آذار والقوى المارونية في 8 آذار، وشددنا لغبطة البطريرك ليس فقط دعمنا، بل أكدنا له أننا سنبذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى هذا التوافق».
وأكد حرب أنه «بنتيجة المناقشات، أجمع الحاضرون على التعاطي بإيجابية مع المبادرة التي أطلقها البطريرك وإفساح المجال أمامه لكي يتابع الاتصالات التي تؤهله أخذ المبادرة نحو النجاح». عن الترشيحات، قال: «لا نضع فيتو على أحد»، مشيراً الى أن المجال مفتوح للأسماء، «إنما يفترض بالأسماء المطروحة ان تتميز بالمواصفات التي أطلقتها بكركي».
أما جعجع فاعتبر ان «أقصى تمنياتنا بما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية وشرعيتها أو عدم شرعيتها، كونها دستورية أو غير دستورية، هي الذهاب وتقديم طعن فيها أمام المراجع المعنية»، لافتاً الى انه «لا يحق لأحد ان يحشر الآخرين في رأيه».
وعن تذكير الوزير سليمان فرنجية بحادثتي إهدن والصفرا وطلب ضمانات شخصية؟ أجاب: «هل أنا من يهدد ويعطل انتخابات الرئاسة؟ إن الذي لا يملك منطقاً سياسياً يعود الى الماضي، وإذا أردنا العودة الى الماضي فعلينا العودة الى مزيارة ونرجع لنصبح «عايشين بالماضي» وكأنه لم تحصل حرب أهلية ولا نهاية لها ولا اتفاق طائف. إذا أراد البعض العودة الى ذلك الزمان فنحن لا نرغب في ذلك».
ورداً على سؤال، قال: «نحن أصلاً لم نختر رئيساً من 14 آذار، ولم نختر أحداً، عندما طرح موضوع الحوار مع الفريق الآخر، وجدنا مرشحين اثنين من 14 آذار وقلنا: إذا كنتم تحبون التوافق فلنتوافق على هذين المرشحين وإذا لم يشاؤوا التوافق، فلدى 14 آذار الكثير من المرشحين وعندها ستترحمون على المرشحين الموجودين». ورأى ان نسبة إمكان التوافق «ليست بالكبيرة، لكن سنتابع المحاولة».
وكان صفير رأى في عظة قداس الأحد أمس أنه لو كانت المحبة «تسود جميع العائلات المسيحية وغير المسيحية، لكانت موجة المحبة تلف جميع الناس في هذا البلد. ولكن الواقع الأليم لا يزال بعيداً من هذا المشهد».
واستقبل صفير المرشح لرئاسة الجمهورية النائب روبير غانم الذي أيّد مبادرة صفير مؤكداً انه «لا بد من الوفاق والوصول الى نتائج إيجابية بدعم من بكركي طبعاً، وأن ما يصلح لـ14 آذار أو لـ8 آذار أيضاً لا يصلح للبنان، وما يصلح للبنان يصلح لـ8 و14 آذار ولجميع اللبنانيين، ولا سيما للمنسيين الذين لا يسأل عنهم أحد». وختم: «لذلك لا بد من التوافق ولا بد من الوصول الى النهاية السعيدة وإلا فسيلفظنا التاريخ ويصبح لبنان بلد الفرص الضائعة».
(الأخبار، وطنية)