طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
قال الشيخ عمر بكري فستق لـ«الأخبار» إنّه يرزح منذ مجيئه إلى لبنان «تحت ضغوط لم أعد قادراً على تحمّلها، فضلاً عن محاولات اعتداء كان آخرها ما جرى فجر أمس. فقد تعرّضت سيارتي لتكسير زجاجها بينما كانت مركونة في عرمون». وأشار إلى أنّ هذا الاعتداء هو «الرابع الذي يطالني منذ ترحيلي إلى لبنان يوم 8 آب 2005، حيث تعرضت سيّارتي لمحاولة اعتداء مماثل في عرمون أيضاً قبل نحو سنة ونصف، ومحاولة أخرى في الأوزاعي قبل قرابة سنة، إضافة إلى محاولة خطف من قبل عناصر أمنية في طرابلس قبل نحو شهر ونصف».
وتطرق فستق إلى أنّه مُنع من السفر إلى الدوحة، بعدما «رفضت السلطات الأمنية القطرية منحي تأشيرة دخول، بناءً على مذكرة أمنية لبنانية أرسلت إليها، مع أنّني حصلت على قبول المشاركة في دورة إعلامية يقيمها مركز الجزيرة للتدريب والتطوير الإعلامي أواخر الشهر المقبل، حيث كنت أنوي العيش نهائياً في قطر مع عائلتي»، لافتاً إلى أنّ «التضييق بلغ ذروته منذ نحو أربعة أشهر، عندما جمّدوا لي حسابي المصرفي، وكذلك حساب وقف «إقرأ الإسلامي» الذي أنشأته في محلة أبي سمراء في طرابلس؛ فكيف سأعيش بعد الآن، وقد بدأت بالاستدانة منذ ذلك الحين؟». وأشار فستق، الذي أسس حركة «المهاجرون» الإسلامية في بريطانيا وأثير حوله وحولها الكثير من اللغط والجدل، إلى أنّ «التهم التي توجّهها السلطات البريطانية ضدّي إعلامية في معظمها ولا حقيقة لها»، مطالباً «بإدانتي ومحاكمتي علانية إذا كان لديها شيء ضدّي، لا أن تجعلني عرضة لملاحقة الأجهزة الأمنية اللبنانية المتعدّدة والمنقسمة على ذاتها»، لافتاً إلى أنّ «كلّ جهاز يسعى للقبض عليّ وتصيّدي، من أجل مصالحه ومصالح الطرف السياسي الذي يمثله».
وقال: «سأذهب صباح غد (اليوم) إلى السفارة البريطانية لأطالب بردّ الاعتبار لي، واستعادة جنسيتي البريطانية وحقوقي المدنية، والسماح لي بزيارة بريطانيا لرؤية ابنتي آية الإسلام (12 سنة)، حيث ستخضع لعملية جراحية. فأنا لم أرَ أولادي الستّة وأحفادي الخمسة منذ مغادرتي بريطانيا».
وأسف لأنّ أغلبية المواطنين «بات عندها فكرة غير صحيحة عنّي، بسبب ما تبثّه وسائل الإعلام. فأنا لم أزر سوريا في حياتي، بل ولدت وعشت في بيروت، ونلت الجنسية اللبنانية، وغادرت لبنان عندما كان عمري 17 سنة؛ وبعد غياب 30 سنة عنه، وعملي في مجال الدعوة الإسلامية في بريطانيا حيث لي أكثر من 40 ألف طالب، بتّ أعامل كمجرم من غير أن أرتكب أيّ جريمة».
من جهته، شدد أمين سرّ «وقف إقرأ الإسلامي الخيري» الشيخ بلال دقماق لـ«الأخبار» على تحميل «الحكومة اللبنانية والأجهزة الأمنية التابعة لها مسؤولية أي اعتداء يتعرض له الشيخ فستق أو وقف «إقرأ»، وندعوهم لأخذ المبادرة وفتح باب حوار مع الفرقاء اللبنانيين كافّة، بمن فيهم الإسلاميون»، مؤكدّاً على أنّه «حتى الآن ما تزال أيدينا ممدودة للحوار».