نفى رئيس الجمهورية إميل لحود ما يشاع عن الخطوات التي يزمع اتخاذها في حال عدم انتخاب خلف له بنصاب الثلثين ضمن المهلة، مؤكداً، في موازاة ذلك، أنه لن يترك مجالاً لإحداث فراغ في موقع الرئاسة إذا لم يتأمن انتخاب دستوري بنصاب الثلثين، وشدد على أنه لن يلجأ في أي حال من الأحوال الى ما هو غير دستوري «لأن قراري وخياري سوف يحكم عليه التاريخ، وسيكون من أجل مصلحة لبنان وبنيه جميعاً».ونقل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن الرئيس لحود أنه يتمنى «ألا نصل الى موعد انتهاء ولايتي الدستورية إلا ويكون للبنان رئيس خلف يؤمن التفاف الجميع حول شخصه وحول حكومة وحدة وطنية، لأن الوطن بحاجة إلينا جميعاً، فإن لم ننقذه وننقذ معه أنفسنا فإننا نخسره ونخسر معه كل أمل ببديل من وطن»، ولفت الى أنه لم يفوض إلى أحد الإعلان عن الإجراء الدستوري الذي سيلجأ إليه إذا تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، معتبراً أن كل ما يصدر في هذا السياق عن سياسيين وإعلاميين هو مجرد اجتهادات شخصية وتحليلات لا تعكس وجهة نظره التي تصدر إما عنه مباشرة وإما عبر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية.
وأعرب لحود عن ارتياحه الى مبادرة البطريرك الماروني نصر الله صفير، متمنياً لها النجاح، وقال: «لقد عوّدتنا بكركي الوقوف في الأزمات وقفة تاريخية، وعوّدنا غبطة البطريرك صفير حكمته الصائبة في كل الشدائد التي مر بها لبنان بصبر المؤمن بربه ووطنه وإنسانه وبتاريخ كانت الكنيسة المارونية فيه حجر الأساس في قيام لبنان». ورأى أن «مهمة البطريرك شاقة وسط تمسك كل فريق بطروحاته وخياراته ونظرته الى القضايا المتشابكة داخلياً وخارجياً، غير أن ذلك لن يضعف تصميمه على التوفيق بين الرؤى المتعارضة توصلاً الى إجراء الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء المهلة الدستورية، وفقاً للأعراف والأصول الدستورية، لأن الفراغ يسبب فوضى يسهل استغلال ثغراتها للنفاذ الى تدمير صيغة لبنان الفريدة تمهيداًَ لإمرار المشاريع التقسيمية والتوطينية على أنقاضها وعلى حساب وحدة لبنان».
وأضاف الخازن نقلاً عن الرئيس لحود، أنه كان «أول الداعين الى الحوار والتفاهم لأنه لا بديل منهما لتفهم ما لدى الآخر من هواجس ومخاوف، إذ ينبغي، عند هذا المفترق التاريخي الحاسم، أن نميز بين أهمية الائتمان العميق الى الشريك الآخر في الوطن لأن مصيرنا واحد، والإصغاء الى وعود الغير، العابرة التي سرعان ما تتبدد بتبدل الظروف والمصالح».
ونبّه الرئيس لحود الى «أن خطورة التقاعس عن إيجاد الحلول لخطف الاستحقاق الرئاسي وتحريره من الأيدي الخارجية التي ترتهنه بوسائل مختلفة ولأغراض أبعد ما تكون عن مصلحة لبنان العليا، تجعلنا في مهب الرياح العاتية المقبلة على المنطقة. فأي تأخير عن تلبية هذا الواجب الوطني يمكن أن يرتب تعميقاً في الشرخ القائم بين اللبنانيين ويضعف مناعة الوطن في مواجهة الأخطار الداهمة».
وتابع لحود المستجدات على الساحة اللبنانية مع الوزير السابق ميشال سماحة الذي رأى «ان الأخطر من الفراغ هو الانقسام الحاد في لبنان في الخيارات السياسية التي لها علاقة بالثوابت اللبنانية، ومنها الموقف من اسرائيل وحق عودة الفلسطينيين ووحدة الأرض والشعب والعائلة اللبنانية»، مؤكداً أن «أي خيار يؤدي الى خارج الاحترام الدقيق للدستور يأخذنا الى التطبيع مع اسرائيل وهو خطيئة، والى التخلي عن حق العودة والقبول بالتوطين وهو خيانة، والانقسام في لبنان وتقسيم لبنان وهو الجريمة الكبرى بحق الوطن».
وعرض لحود الأوضاع العامة في البلاد مع عضو «منبر الوحدة الوطنية» السيد حيان حيدر، واستقبل المدير العام للموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير الذي شكر له رعايته وتدشينه سد شبروح الذي يعتبر «أهم مشروع إنمائي حصل في لبنان منذ 40 سنة وهو يخزن كمية كبيرة من المياه تستطيع ان تحل مشكلة كبيرة في قضاءي كسروان والمتن»، لافتاً الى ان لبنان كان قد وقّع سابقاً اتفاقاً مع مؤسسة كهرباء فرنسا تبلغ مدته سنتين وذلك لتدريب عناصر تستطيع إدارة المشروع، إلا ان إدارة المؤسسة الفرنسية أبلغت لبنان عدم قدرتها على تنفيذ هذا الاتفاق نظراً إلى الظروف التي يمر بها لبنان، وقال: «نسعى حالياً من خلال الاستشاري الفرنسي كولين ابلييه مع ليبان كونسيلت اقتراح هيكلية لكل شخص لإدارة المشروع، وتدريب موظفين من مؤسسات مياه جبل لبنان وبيروت للقيام بهذه
المهمة».
(وطنية)