ليال حداد
فشلت المساعي التوافقية، لم تفشل المساعي التوافقية. يبدو أنّ لا أحد في كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية يفهم حتى الآن حقيقة ما يجري في الانتخابات الطالبيّة. فبعدما توافق الطرفان الأساسيّان في الكليّة، أي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ على ترشيح الطالب المستقلّ رولان بيطار لمنصب رئيس الهيئة الطالبية، قدّم أمس الطّالب المستقلّ جان بول قرداحي ترشيحه للمنصب نفسه، وأصبحت المعركة معركة مستقلّين. يقول قرداحي إنّه ترشّح لأنّ التوافق لم يعد قائماً، بعدما طلب التيار الوطني الحر من بيطار إصدار بيان يعلن فيه عدم انتسابه إلى أي حزب سياسي، الأمر الذي رفضته القوات اللبنانية، وعدّته خرقاً للتوافق، «لذا قرّرتُ الترشّح، فللمستقلين حقّ بالرئاسة لكون نسبتنا كبيرة جداً في الكلية». ويؤكّد قرداحي أنّه رفض دعم قوى 14 آذار لترشيحه.
من جهته، ينفي بيطار ما قاله قرداحي، مشيراً إلى أنّ التيار والقوات ما زالا متّفقيْن على ترشيحه، وأنّ الخرق الوحيد الّذي حصل هو إقدام قرداحي على الترشح لمنصب الرئيس. ويرفض بيطار اتهامه بأنّه مناصر للقوات اللبنانية، لافتاً إلى أنّه كان يعمل مع القوّات في السنوات السابقة على أساس أكاديمي لا على أساسٍ سياسي.
أما مسؤول التيار الوطني الحر في الكلية، إيلي بو غاريّوس، فيؤكد أنّ التّوافق ما زال قائماً، والتيار لا يزال يدعم ترشيح بيطار. ويقول: «في العام الماضي فزنا في الانتخابات، والهيئة معنا منذ خمس عشرة سنة، ولكن هذه السنة أردنا التوافق لأن وضع البلد غير مستقرّ، ولا نريد أن يؤثّر ذلك على العام الدراسي. ولكن إذا حصلت معركة، فنحن مستعدّون لخوضها والفوز بها».
يذكر أنّ التوافق في الكليّة سيكون على الرئيس فقط، لا على الأعضاء العشرة المنتخبين من الطلّاب. فالمعركة على الأعضاء تكون سياسية بامتياز، والفريق الذي يفوز بالعدد الأكبر من الأعضاء يكون قد فاز بالانتخابات، بحيث يتمكن من اتخاذ كل القرارات المهمة في الكلية.