strong>حسن عليق
أحيل أفراد المجموعة الأصولية الذين أعلنت قيادة الجيش أول من أمس توقيفهم، على القضاء العسكري للتحقيق معهم. ولم تثبت التحقيقات وجود علاقة لهم بتنظيمات أصولية أخرى في لبنان، فيما لا يزال البحث عن أمير المجموعة جارياً. ورجّحت مصادر أمنية أن يكون هدف المجموعة استهداف اليونيفيل تمهيداً لإخراجها من لبنان

ادّعى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد أمس على 10 أشخاص يشكّلون المجموعة التي أعلنت قيادة الجيش أول من أمس توقيف أفراد منها للاشتباه في محاولتهم استهداف قوات اليونيفيل بعبوات ناسفة. وبين المدّعى عليهم 6 موقوفين فلسطينيين علمت «الأخبار» أنهم كانوا يقطنون في مخيم البرج الشمالي، فيما لا يزال الأربعة الآخرون، وبينهم أمير المجموعة، متوارين عن الأنظار.
وذكرت مصادر مطلعة أن الموقوفين الستة اعترفوا بتشكيلهم مجموعة جهادية هدفها محاربة الأميركيين والإسرائيليين وقوات اليونيفيل التي ينعتونها بالصليبية. وأضافت مصادر أمنية أن من أهداف هذه المجموعة استهداف القوات الدولية المنتشرة جنوبي الليطاني وإيقاع الخسائر بها من أجل دفعها للخروج من الجنوب اللبناني. وتابعت المصادر بالقول إن مديرية المخابرات في الجيش تمكّنت من توقيف 6 من أفراد هذه المجموعة، فيما لا يزال أميرهم متوارياً عن الأنظار. وفي المعلومات المستقاة من التحقيق، فإن أمير هذه المجموعة هو مموّلها، وقد نفى الموقوفون علمهم بمصادر تمويله. وتجدر الإشارة إلى أن المعلومات المتوافرة لدى الأجهزة الأمنية تشير إلى أن أمير المجموعة متوار عن الأنظار في مخيم عين الحلوة.
وقد اعترف الموقوفون بأنهم أقدموا في شهر تموز الماضي على زرع متفجرة على طريق جل البحر ـــــ العباسية في صور، وأرادوا تفجيرها بدورية من قوات الطوارئ الدولية، لكن خطأً تقنياً حال دون نجاحهم في التفجير العبوة عند مرور إحدى دوريات قوات الطوارئ. وعندما لم تنفجر، عمدوا إلى رفع العبوة من مكانها. وفي وقت لاحق، كانت هذه المجموعة تقوم بالإعداد لتفجير عبوة مزدوجة بقوات الطوارئ الدولية، فكان مخطّطهم زرع عبوتين في مكان واحد بمنطقة صور، ثم تفجير الأولى، وعندما تحضر فرق الإسعاف والتحقيق تفجَّر العبوة الثانيةوأكّدت المصادر أن التحقيق مع الموقوفين لم يثبت أي علاقة لهم بعمليات التفجير التي استهدفت قوات اليونيفيل سابقاً، في الخيام والقاسمية، أو بالتفجيرات التي حصلت في مناطق مختلفة من الأراضي اللبنانية. ولا تشير التحقيقات إلى شبهات حول علاقة الموقوفين بتنظيم «القاعدة» أو «فتح الإسلام»، من دون نفي الشبهة عن علاقة أمير المجموعة بتنظيمات أصولية ناشطة في لبنان.
ورجّحت مصادر متابعة أن تكون المجموعة التي ألقي القبض عليها واحدة من مجموعات عديدة تعمل كل منها باستقلال تام عن المجموعات الأخرى، ومن دون وجود معرفة بين أفراد المجموعات المختلفة.
وقد ادعى القاضي فهد على عناصر المجموعة بجرم تأليف عصابة مسلحة للقيام بأعمال إرهابية وحيازة أسلحة ومواد متفجرة، ومحاولة قتل عناصر من قوات الطوارئ الدولية، عن طريق وضع عبوات ناسفة لم تنفجر لأسباب خارجة عن إرادتهم، وذلك سنداً الى مواد تنص عقوبتها على الأشغال الشاقة. وأحال القاضي فهد الادعاء مع الموقوفين على قاضي التحقيق العسكري الأول.
ومن صور، نقلت مندوبة «الأخبار» بهية العينين أن أهالي مخيّم البرج الشمالي يتحدّثون عن أن من بين الموقوفين خمسة من أبناء المخيّم، هم غسان ح. عمره نحو 53 عاماً، كان يعمل ناطوراً في مبنى بمنطقة الحوش في صور حيث أوقف قبل نحو ثلاثة أسابيع. وبعد أيام على توقيف غسان، أوقف ابن شقيقه سامر ح. (عمره 27 عاماً) عند حاجز الجيش اللبناني المتمركز على مدخل مخيم البرج الشمالي. كما أوقف في الفترة نفسها طه د. (25 عاماً) وماهر ع. (21 عاماً، لقبه أبو حيط). وبعد هذه التوقيفات، قام نبيل ط. بتسليم نفسه إلى الجيش اللبناني (عمره نحو 30 عاماً، يعمل نجاراً). الموقوفون الخمسة يسكنون في حارة الغوارنة الفوقا في مخيم البرج الشمالي، وهي من أكثر حارات المخيّم فقراً. وأشار عدد من أبناء المخيّم الذين يعرفون الموقوفين إلى أن هؤلاء غير معروف عنهم التزامهم الديني أو قربهم من التيارات الأصولية. وقد امتنع ممثلو جميع المنظمات الفلسطينية عن التعليق على التوقيفات.
يذكر أن مديرية المخابرات في الجيش كانت قد أوقفت في آب الماضي ثلاثة أشخاص أحيلوا على القضاء العسكري للاشتباه في وقوفهم خلف التفجير الذي تعرّضت له الكتيبة التنزانية في قوات الطوارئ الدولية على جسر القاسمية، يوم 16 تموز 2007.