strong> المفاوضــات تتقــدم وستعــاود بعــد أيــام لتحقيــق إنجــاز كبيــر ومهـــم
كشف الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله عن تفاصيل عملية تبادل الأسير حسن نعيم عقيل وجثتي شهيدين مقابل جثة المستوطن الإسرائيلي التي تمت أول من أمس، وأوضح أن الحزب تكتم على المفاوضات التزاماً منه بطلب الوسيط الدولي وحرصه على إنجاح العملية التي هي جزء «من العملية الأهم والأوسع» حول تبادل الأسرى، معلناً عن تقدم إيجابي على هذا الصعيد.
كلام نصر الله جاء في حديث عبر قناة «المنار» مساء أمس عرض فيه للاتصالات والمساعي التي جرت لإتمام عملية التبادل الأخيرة، وقدم في مستهله التعزية والتبريك لعائلة الشهيد محمد يوسف عسيلي الذي استرد جثمانه في عملية التبادل، مشيراً إلى أن الحزب يسعى إلى معرفة هوية الجثة الثانية. كما بارك للأسير المحرر حسن نعيم عقيل استعادة حريته، مؤكداً أن «هدفنا هو إطلاق سراح كل الأسرى وتحرير أجساد الشهداء».
وأوضح نصر الله أن المفاوضات بين «حزب الله» وإسرائيل بدأت منذ عدة أشهر من قبل وسيط دولي انتدب من قبل الأمين العام السابق للأمم المتحدة (كوفي أنان ) وأكمل مع الأمين العام الجديد (بان كي مون).
وقال: «بداية المفاوضات كانت صعبة. وأثناء عرض الملفات تحدث الإسرائيليون عن الجنديين الإسرائيليين والجنود السابقين وعن (الطيار الإسرائيلي المفقود) رون أراد. نحن في المقابل، تحدثنا عن كل الأسرى اللبنانيين والدبلوماسيين الإيرانيين الذين اختطفوا على حاجز لـ«القوات اللبنانية» عام 1982 وسلّموا إلى إسرائيل. الكل يجلبون كل ملفاتهم والمفاوضات تجري عندها بشكل عسير وصعب. وقد أخذت هذه الملفات وتأخذ وقتاً، وهذا أمر طبيعي. وقبل مدة أبلغنا الوسيط الدولي أنه بات لدينا جثة لمستوطن إسرائيلي من أصل إثيوبي، وأثبتنا الأمر عبر بطاقته. ونحن جاهزون لإعادتها ولا نريد احتجازها، وفي المقابل هناك جثث لمقاومين. أخذوا وقتهم ليتثبّتوا»، موضحاً أنه كما قيل في الإعلام إن المياه دفعت جثة المستوطن الذي غرق في البحر، ووقعت الجثة في أيدي أناس طيبين سلّموها لنا لأنهم وجدوا معها بطاقات عبرية.
وأضاف: «المفاوضات استمرت، والوسيط الدولي قال ما رأيكم أن تقوموا بمبادرة حسن نية تجاه الإسرائيلي وهو يقوم بذلك وهذه مواضيع إنسانية. نحن لا نتحدث عن ترميم ثقة. قابلناه بالإيجاب ونحن جاهزون. كان المطلوب جثة المستوطن الإسرائيلي ومعلومات حول قضية محددة لا أريد التحدث عنها. الإسرائيلي حرّ إذا أراد الحديث، أعطيناهم معطيات تساعد وتمهّد الطريق للوصول إلى نتائج معقولة وليست معطيات حاسمة. وفي المقابل أبلغنا أن مبادرة الإسرائيلي إطلاق أحد الأسرى الخمسة الذين أسروا في عدوان تموز وجثتين لمقاومين من دون تحديد اسم. لم نفاوض في الأسماء، فكلهم مقاومون، وقبلنا ما قدّموه، وهم اعتبروا أن ما قدمناه مقبول».
وأشار إلى أن الوسيط الدولي اشترط التكتم الشديد «وهذا يناسبنا حتى أن وسائل الإعلام العائدة لحزب الله لم تتحدث عن هذا الموضوع، إذ كان حرصنا منصباً على الإنجاز وهو الهدف، في حين أنهم الوسط الإسرائيلي قد يدخلون في مزايدات عطّلت في السابق عدة عمليات تبادل. الكل فوجئوا، حتى العائلات، وقد تم تسريب الخبر يوم الإثنين ونحن التزمنا بالتكتم وأنجزت العملية بنجاح كامل وضمن المتوقع من دون عقبات».
ووصف السيد نصر الله هذه العملية بأنها محدودة وجزئية «ولكن لها قيمة إنسانية وتشكل دفعاً للعملية الأوسع وهي الأهم عندنا أو عند العدو أو الوسيط الدولي».
وأكد «أن هناك مفاوضات حثيثة، وليست موسمية أو متقطعة، وبعد أيام ستعاود المفاوضات بشكل حثيث وجيد. وقد حصل تقدم جيد في العملية الكبيرة والمعطيات تعطينا أملاً».
ولفت إلى أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها عن أمل وعن تقدم إيجابي وتفاؤل وفرصة لإنجاز كبير وعملية مهمة، مشيراً إلى أنه لا يتحدث عن الأسرى اللبنانيين فقط بل عن غيرهم أيضاً.
وأعرب عن تفهمه لمشاعر كل عوائل الشهداء، معتبراً «أن عدم وضوح الأسماء أثار جواً عاطفياً معيناً، لم نتعمّد هذا بسبب عدم وضوح الأسماء».
وجدد التزام المقاومة «استعادة الأسرى وأجساد الشهداء كقضية مركزية وأساسية نجهد لأجلها»، مؤكداً للعوائل أن طاقم حزب الله المفاوض لديه كفاءة وإحساس جيد وكبير بالمسؤولية، والقرار السياسي حاسم، موضحاً أنه بدأت تفتح أبواب أفضل من السابق، وآملاً الوصول إلى نتائج قريباً.
وختم نصر الله بشكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمنتدبين منه على الجهد الإنساني الذي بذلوه.
(الأخبار)