strong>تبقى المعركة الانتخابية في كليات مجمّع «هوفلين» في الجامعة اليسوعية الأكثر شراسةً واحتداماً من بين سائر كليات الجامعة حيث ترافق الشائعات والبيانات والاتهامات والحديث السياسي المعاركَ لتندمج مع خطاب طائفي يتخطى أسوار الجامعةيسعى التيار الوطني الحر وحلفاؤه هذا العام إلى تكرار انتصار العام الماضي في كلية إدارة الأعمال في مجمع «هوفلين». وكان «التيار» حسم معركة رئاسة هيئة الكلية لمصلحته بفارق السنّ بين الممثلين، بعدما كانت هذه الكلية قلعة حصينة للقوات اللبنانية مدى سنوات عدة. ويعبّر مندوب التيار في الكليّة جاد شبير، عن ارتياحه للأرقام هذا العام، مشيراً إلى تحسّن الوضع عن العام الماضي. وأشار شبير إلى وجود بعض العقبات التي تقف في وجه أنصار التيار، منها «الجرعة الطائفية الزائدة» التي يعمل على تسويقها كل من القوات اللبنانية وتيار المستقبل، إضافةً إلى الأموال الطائلة التي تدفع من هذين الطرفين، بحسب شبير.وفي هذا الإطار، أصدر ممثلو التيار في هوفلين، بياناً استنكروا فيه الأموال السياسية والأجواء الطائفية، وما سمّوه «مشروع القوات» المتمثّل بـ«إلغاء العماد عون من المنطقة الشرقية».
من جهته، علّق مسؤول القوات اللبنانية في إدارة الأعمال، نديم يزبك، بالقول إنّ «العماد عون ألغى نفسه بنفسه عندما بدّل خطاب المسيحيين التاريخي وتبنّى خطاب سوريا الأسد»، مشيراً إلى أنّ الديموقراطية هي التي تلغي الأشخاص وتنتصر. ولفت يزبك إلى أنّ طلاب حزب الله يتسجّلون في الجامعة على نفقة حزبهم، «إضافةً إلى أنّ عدداً من طلاب التيار يتلقون دعماً من حزبهم». وبشأن النتائج المتوقعة، رأى يزبك أنّ صوت المسيحيين سيبقى أعلى ليعطي لنا ولقوى 14 آذار فوزاً حتمياً، مبدياً خشيته من لجوء الأطراف الأخرى إلى عرقلة العملية الانتخابية. وتحدث يزبك، من جهة ثانية، عن تعرض بعض مسؤولي القوات لتهديدات عبر الهواتف.
وفي كلية العلوم الاقتصادية في هوفلين، يبدو أنّ التيار حسم المعركة لمصلحته منذ العام الماضي بعدما سيطر على عشرة مقاعد، إضافةً إلى مقعد للحزب الشيوعي. يذكر أنّ القوى توافقت هذا العام على الطالب إيلي روحانا رئيساً لهيئة الكلية. أما في كلية الحقوق، فحصل توافق «مسيحي» على الطالب روجيه غاسبار لرئاسة الهيئة. وفي العلوم السياسية، تبدو المعركة باهتة، لسيطرة «التيار» على سنواتها الأربع ودعمه لطلاب مستقلين حسموا معركة العام الماضي قبل إجرائها.
وتتّجه معظم الأنظار في كلّية العلوم الإنسانيّة، نحو التوافق الذي دعا إليه طلّاب «الموالاة» في الكلّية، على أن يُهدى التوافق، للجيش اللبناني كرمى لانتصاره في معركته الأخيرة في مخيّم نهر البارد. وفي هذا الصدد، تقدّم طلّاب «الموالاة» بعرضٍ يقضي بتسليم رئاسة الهيئة الطالبيّة إلى شقيقة النقيب الشهيد في الجيش روي أبو غزالة، رشا، على أن تقوم الأخيرة باختيار نائبٍ لها، ومن ثمّ يُعيّن الأعضاء بالتوافق بين الأطراف. إلاّ أنّ العرض المطروح لم يحظ حتى الآن بموافقة طلّاب «المعارضة». فقد أشارت رئيسة الهيئة السابقة ميزات جبر (تيّار وطني حر) إلى «أنّنا ندرس التوافق بجدّية، ولكن في حال عدم المصادقة، فالمعارضة مستعدّة لخوض الانتخابات بديموقراطيّة»، لافتة إلى «أنّنا حدّدنا برنامجنا الانتخابي ولائحة المرشّحين».
من جهته، لفت مسؤول الاتّصالات السياسيّة في لجنة الشباب والشؤون الطالبيّة في التيّار الوطني الحر ماريو شمعون، إلى «أنّ التيّار فوجئ بجماعة الرابع عشر من آذار في الجامعة اليسوعية يدعون إلى التوافق، فيما يرفضونه في الجامعة الأميركيّة في بيروت تحت حجّة أنّهم لا يجلسون مع فرقاء من خارج 14 آذار». وأكّد شمعون «أنّ هذه الدعوة يلجأ إليها طلّاب 14 آذار في الأماكن التي يشعرون فيها بضعفهم وخسارتهم». واستغرب أن تأتي الدعوة إلى التوافق في العلوم الإنسانيّة «هديّة» إلى الجيش اللبناني، في الوقت «الذي كان فيه مرشّح المولاة إلى الرئاسة ــــــ مسؤول الكتائب في الكلّية ـــــ يشتم الجيش اللبناني بعباراتٍ نابية أمام مرشّحة التوافق نفسها رشا أبو غزالة». أمّا المسؤول الإعلامي في مصلحة طلّاب القوّات طوني درويش فقد ردّ على الرّد بتأكيد «التوافق حيث نستطيع الوصول إليه، وإلاّ فلتكن المعركة الديموقراطيّة في أيّ مكانٍ كان».
ويبدو أنّ معركة كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية (ESIB) لن تنتهي كما كان مقدّراً لها، أيّ بالتوافق. فالتنافس الذي كان أول من أمس بين مرشحيْن مستقلّيْن هما رولان بيطار وجان بول قرداحي، تحوّل أمس إلى معركة سياسيّة بامتياز بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، إذ أكّد ماريو شمعون أنّ القوات اللبنانية تستعدّ لترشيح أنطوان إسكندر لمنصب الرئاسة، فيما لم تنفِ القوات أو تؤكّد هذا الخبر، بل اكتفى مندوبها في الكلية شربل عيد بالقول: «سنجتمع اليوم (أمس) ونتّخذ القرار المناسب، حتى الساعة لم نعلن ترشيح أحد».
وإذا حصل الترشيح يؤكّد شمعون أنّ المعركة ستحصل وأن التيار سيرشّح طالباً من مناصريه لا شخصاً مستقلّاً. أمّا الطالب المستقلّ جان بول قرداحي فأعلن أنه مستمرٌّ في ترشّحه لتسجيل موقف يعكس رأي «القوة الثالثة» أو الطلّاب الذين لا ينتخبون على أساسٍ سياسيّ.
(الأخبار)