عبد الكافي الصمد
تطوّر أمس مطلب أهالي البدّاوي بإخلاء مدارسهم الرسمية من نازحي مخيّم نهر البارد على نحو سلبي، بعدما تحوّل اعتصامهم السلمي إلى حركة احتجاجية قطعوا خلالها الطريق الدولية أكثر من نصف ساعة، وسط أجواء من التوتّر عمل كثيرون على احتوائها خشية تطوّرها نحو الأسوأ.
وأبدى الأهالي استياءهم من إهمال المسؤولين لقضيتهم، فطلاب البدّاوي لا يزالون حتى اليوم خارج مدارسهم، والأجواء كانت مهيّأة منذ مدّة للقيام بتحرّك كهذا، لكنّ فاعليات البلدة يعملون على احتوائه في كل مرّة.
وبعيد التاسعة والنصف صباحاً، بدأ عشرات المواطنين، وغالبيتهم من النساء وطلّاب المدارس، بالتجمهر أمام تجمّع المدارس الرسمية على الطريق الدولية، فعمدوا إلى افتراشها ومنعوا العبور عليها، إضافة إلى وضع إطارات السيّارات والحجارة، مُتسبّبين بازدحام خانق للسيّارات والشاحنات التي امتدت أرتالها على طول الطريق، وسط انتشار أمني كثيف نفّذته عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، الذين عملوا جاهدين على إعادة فتح الطريق.
وساهم تدخّل رئيس البلدية ماجد غمراوي وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير بالتعاون مع ضبّاط الجيش وقوى الأمن الداخلي، في احتواء ردّات الفعل والإشكالات التي وقعت بين بعض السائقين والمعتصمين. وخيّمت أجواء التشنج من خلال الهتافات التي ردّدها المحتجّون «سنخرجهم من مدارسنا بالقوة إن لم يخرجوا طوعاً، وبدنا نكسّر المدارس فوق راسهم». وتوجه المعتصمون إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير التربية والتعليم العالي خالد قبّاني بالقول: «حيطنا مش واطي، وبدنا نعلم ولادنا هون، ولن نرضى أن يضحك الوزير علينا، نحنا مش مسخرة، وهل السنيورة يقبل بأن يبقي ابنه خارج المدرسة حتى الآن؟». كذلك طالب الأهالي بنقل النّازحين إلى طرابلس والمناطق الأخرى، في حال تعذّر إعادتهم إلى منازلهم في مخيّم نهر البارد حالياً.
من جهة ثانية، حاول بعض المعتصمين أن يشيع أنّ عدداً من النّازحين المقيمين في تجمّع المدارس الرسمية، قد أقدم على كسر باب غرفة الإدارة وخلعها، واقتحامها وتمزيق بعض الملفات فيها، إلا أنّ مسارعة أعضاء من البلدية ولجنة الحوار اللبناني ـــــ الفلسطيني والفاعليات إلى نفي هذه المعلومات، ساهمت في تبريد الأجواء قليلاً.
وأوضح غمراوي للمواطنين أنّه حصل على تعهد من المسؤولين يقضي بإخلاء المدارس قبل يوم الأحد المقبل، لافتاً إلى «أنّنا في حال عدم حصول ذلك، سنصعّد التحرّك، ونعيد قطع الطريق مُجدّداً، لأنّنا لن نقبل بأن يتعلم أولادنا في مدارس طرابلس».
وفي محاولة لاحتواء تحرّك الأهالي الأخير، عقد مستشار رئيس لجنة الحوار اللبناني ـــــ الفلسطيني زياد الصايغ سلسلة اجتماعات عند ظهر أمس في فندق «كواليتي ـــــ إن» في طرابلس، وسط معلومات لم تتأكد عن أنّ إخلاء بعض المدارس الرسمية سيبدأ انطلاقاً من مساء أمس أو صباح اليوم على أبعد حدّ، في خطوة تهدف إلى نزع فتيل الأزمة، ومنع تفجّرها.