عمر نشابة
نشر موقع «الإخلاص» (www.al-ekhlaas.net) الموالي لتنظيم «القاعدة» الأصولي على شبكة الإنترنت كلاماً منسوباً إلى شخص يدعى «أبو سياف السنّي»، يتضمّن اسم النقيب «الذي مزّق القرآن الكريم» (كما ذكر حرفياً) في سجن رومية المركزي، الأسبوع الفائت، أثناء عملية التفتيش التي قام بها عناصر من «الفهود» بحثاً عن ممنوعات قد تكون في حوزة السجناء. النقيب غابي حداد، هو آمر سجن رومية ـــــ مبنى الموقوفين، وهو أحد الضباط الذين تابعوا دورة عن كيفية إدارة السجون بطريقة مهنية في ألمانيا عام 2002، وكنتُ أحد منظّمي هذه الدورة بالتنسيق مع وزارة العدل ورعايتها، في مقاطعة ساكسونيا الألمانية. ورافقتُ الضباط الخمسة الذين شاركوا في الدورة. خلال الدورة، كان حداد برتبة ملازم أوّل، وعبّر عن رغبته في تحسين الأداء والاستفادة من التجارب الألمانية في إدارة السجون والتعامل مع السجناء. كما أُعجب حداد وزملاؤه بالنظام السائد في السجون الألمانية.
في اتصال هاتفي معه أمس، شدّد حداد على أنه يحترم جميع الأديان والمذاهب والطوائف، وأن كلّ ما فعله خلال الأسبوع الفائت هو الإشراف على عملية التفتيش بعد الاشتباه بوجود هواتف خلوية في حوزة بعض السجناء. يُذكر أن سجن رومية يعاني اكتظاظاً خانقاً، إذ يُحشر فيه 4 أضعاف العدد الذي بُنيَ وجُهّز لاستيعابه. وهذا ما يصعّب عملية ضبط السجناء من الداخل، وفرض النظام تماماً، وبحسب ما يقتضيه القانون.
«أبو سيّاف السنّي» ادّعى عبر الإنترنت أن شقيقه «أصيب بجروح مختلفه عند اقتحام السجن». وأضاف: «استحلفكم بالله ربّ العالمين الدعاء لأخي وكل المصابين». أما في ما يتعلّق بالنقيب حدّاد، فقد قال أبو سياف: «غداً إذا جرى فصل النقيب غابي حداد، سيعلّق الإضراب عن الطعام، مع العلم بأن الشباب المضربين عن الطعام أكثر من 137». وعلمت «الأخبار» أن الإضراب عن الطعام ما زال مستمرّاً حتى مساء أمس، في الطابق المخصّص للموقوفين بجرائم إرهابية، وأغلبهم من الإسلاميين الأصوليين. إدارة السجن سمحت للسجناء بالتجوّل داخل المبنى لـ3 ساعات يومياً. كما أكّدت مصادر متابعة من داخل السجن أن صحّة السجناء جيّدة وأن لا خطر يهدّد حياتهم في الوقت الحاضر. لكن المشكلة مستعصية بسبب عدم تنبّه الدولة لحاجات النظام العقابي، لا بلّ عدم إيلاء الدولة، والحكومة الحالية خاصة، الاهتمام المطلوب بنظام العدالة في لبنان الذي يبدأ بعمل الشرطة وينتهي بإصلاح الخارجين عن القانون، مروراً بالمحاكمة العادلة.
الموقع الموالي لـ«القاعدة» على شبكة الإنترنت يهدّد حياة ضابط في الشرطة اللبنانية، عبر اتهامه بتمزيق صفحات من «القرآن». من باب الحرص على سلامته وعلى سلامة أي موظّف في الدولة، نسأل: هل اتخذت الإجراءات الأمنية لحماية النقيب حداد؟ ومن جهة أخرى، هل تحرّكت المفتشية العامة في قوى الأمن للتحقيق في ادّعاءات عن ضرب السجناء وتمزيق المصاحف في سجن رومية؟