strong> رعد: التبادل من أعظم الانتصارات التي تسطـّرها المقاومة
أكد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، أن عملية تبادل الأسرى الأخيرة «من أعظم الانتصارات والإنجازات التي تسطـّرها المقاومة، رغم كل الطعن في الخواصر والتواطؤ والتآمر عليها»، مشيراً إلى «أن تداعيات هزيمة العدو، التي تؤكدها عملية التبادل، ستكون أكبر مما يستطيع أن يستوعبه أولئك الذين لا يزالون يطعنون المقاومة ويحرّضون عليها».
شيّع «حزب الله» أمس في بلدة الطيري، الشهيد «المحرر» محمد يوسف عسيلي (ذو الفقار) الذي استعاده الحزب خلال عملية التبادل. وقد بدأت مراسم التشييع في العاشرة والنصف صباحاً أمام مستشفى «صلاح غندور» في مدينة بنت جبيل، حيث حُمل النعش على الأكفّ مع عزف موسيقى فرقة كشافة الإمام المهدي. وبعد تأدية التحية، انطلق موكب سيّار باتجاه بلدته الطيري، رُفعت خلاله رايات المقاومة، وتقدمته سيارة إسعاف تابعة للهيئة الصحية الإسلامية، تحمل النعش ملفوفاً بعلم حزب الله، ومزداناً بأكاليل الورود.
وعند مدخل بلدة الطيري، تجمع الأهالي الذين انطلقوا فور وصول النعش، بمسيرة تشييع حاشدة جابت شوارع البلدة وساحتها، مروراً بمنزل ذوي الشهيد لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة. وتقدم المسيرة حملة صور الشهيد وقادة المقاومة وأكاليل الورود، وشارك فيها النائب رعد والنواب: محمد حيدر، حسن فضل الله، أمين شري، بيار سرحال، وممثلون عن المؤسسات العسكرية والأمنية، وحشد من الأهالي وشخصيات وعلماء دين وفعاليات.
وألقى رعد كلمة نوّه فيها «بمناقبية الشهيد ومزاياه البطولية في التصدي للعدوان الإسرائيلي». وأشار إلى «أن عملية التبادل الأخيرة التي حصلت مع العدو الصهيوني هي جزء من عملية أوسع لتحقيق التزام شعبنا المقاوم والتزام مجاهدينا بتحرير كل أسير في سجون العدو»، مؤكداً «أن هذه العملية هي من أعظم الانتصارات والإنجازات التي تسطّرها المقاومة رغم كل الطعن في الخواصر والتواطؤ والتآمر عليها من بعض قوى الداخل ومن بعض المجتمع الدولي». ورأى أن « الذي يحقق الانتصار ويملك المبادرة في الساحة هو المؤهل لتحرير كل الأسرى ولاستعادة كل حبة تراب من رجس الاحتلال».
ورأى رعد «أن عملية التبادل أثبتت أن القوة هي التي تسترد ما لنا من العدو، وفرضت معادلة المقاومة في أن التفاوض غير المباشر لتحرير الأسرى والمعتقلين ولاسترداد الجنود الصهاينة هو السبيل الوحيد الذي أذعن له العدو ومن وراءه»، مشدداً على «أن عملية التبادل سطّرت دلالات وأبعاداً هي أكبر وأعظم من أن نذكرها في هذا الوقت، وستتاح الفرص لتفنيدها لاحقاً. لكن الدلالات هي دلالات استراتيجية مهمة على الصعيد الوطني والسياسي، وعلى صعيد المقاومة ومعادلتها التي لا تزال تفرضها وتطبّقها في ساحة الميدان على العدو الصهيوني ومَن تآمر وتواطأ معه ضد شعبنا ووطننا».
وقال: «أيها الشهيد، لقد رفعت رأس الأمة عالياً، رغم أن هناك بعض الرؤوس تريد أن تذل هذه الأمة من خلال تسابقها واستعجالها لتقديم التنازلات وتطبيع العلاقات مع الاحتلال الصهيوني، والاعتراف بشرعيته على مائدة اللئام، التي يراد عقدها في الخريف، والتي يدعو إليها الإرهابي الدولي الذي يدّعي أنه يخطو خطوة باتجاه سلام ملتبس، ويقف خلفه المهزومون والمتساقطون الذين لا يعرفون للمقاومة أهمية ولا معنى، لأنهم قد سقطوا في فخ الإقرار بالعجز والقصور والتقصير عن النهوض وعن استرداد الأرض وعن تحقيق العزة بسواعد المقاومين والمجاهدين». ورأى أن «استعادة جثمان الشهيد بالطريقة التي تمت، هي إقرار من العدو بعجزه عن فرض معادلته رغم كل إرهابه وجرائمه وعدوانه التي ارتكبها في تموز، وهو تأكيد لانتصار المقاومة على العدو الصهيوني في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية وغيرها».
وقال : «إن تداعيات هزيمة العدو التي تؤكدها عملية التبادل اليوم، ستكون أكبر مما يستطيع أن يستوعبه أولئك الذين لا يزالون يطعنون المقاومة ويحرّضون عليها في كل محفل يكونون فيه، وفي كل سفر يذهبون فيه، وفي كل ملتقى يشاركون فيه. لكن الصغار صغار، نعلّمهم أن يكونوا كباراً، ويتعلموا من الشهداء كيف تكون العظمة والعزة وهم يأبون إلا أن يبقوا حيث
هم».
ثم ووري جثمان الشهيد في الثرى، بعدما أمّ إمام البلدة الشيخ أحمد شعيتو الصلاة عليه.
(الأخبار)