صيدا ــ خالد الغربي المصنع ــ عفيف دياب

بعد كرّ وفرّ وطول انتظار أمني وسياسي دام أقل من شهرين بقليل، عبرت أمس مجموعة من «نساء» فتح الإسلام مع أطفالهن نقطة المصنع الحدودية نحو سوريا بعد أن أنجزت كل الإجراءات اللبنانية والسورية لترحيل السيدات الفلسطينيات والسوريات فقط، فيما ما زالت «السيدة الأولى» زوجة شاكر العبسي في مسجد دار الأرقم في صيدا مع 6 عائلات أخريات من التابعية الأردنية رفضت عمان حتى اللحظة استقبالها.
وبعدما حدّد سابقاً أكثر من موعد لترحيل النسوة والأطفال الذين حلّوا نزلاء في دار الأرقم في الرابع والعشرين من آب الماضي أي قبل أسبوع على إنهاء الجيش اللبناني معركته في مخيم نهر البارد، فإن موعد أمس كان نهائياً وشمل دفعة أولى (وهي الأكبر عدداً) ضمّت إحدى عشرة امرأة (وعدداً من أطفالهن) من أصل سبع عشرة امرأة يُقمن مع أولادهن في المسجد، بعدما وافقت السلطات السورية على استقبالهن، وهن من جنسيات فلسطينية سورية، فيما بقيت أربع نسوة وأطفالهن ممن يحملن الجنسية الأردنية، وامرأتان سيتم ترحيلهما إلى سوريا حين استكمال أوراقهما الثبوتية بعدما وافقت السلطات السورية على استقبالهما.
وأشرف على عملية الترحيل إضافة إلى المديرية العامة للأمن العام بشخص العقيد موسى جفال، عدد من المشايخ من لبنانيين وفلسطينيين، ومندوبون من الصليب الأحمر الدولي واللبناني الذي نقلت إحدى سياراته طفلاً مصاباً بالسرطان، وتمّت عملية الترحيل بعدما ودّعت من رحلت «أخواتهن» على قائمة الانتظار وعلى أمل اللقاء القريب، في ظل إجراءات أمنية حيث أقلتهن حافلتان للأمن العام باتجاه المصنع.
ومن خلف نظاراتها الداكنة، وبعدما جلست في مقعدها راحت إحداهن ترفع بشكل خاطف شارة النصر. وحدها زوجة العبسي تفوهت ببضع كلمات كمن يناشد: «يجب النظر إلينا على أننا صاحبات قضية إنسانية» مناشدةً الشعب اللبناني تفهم الظروف وأوضاعهن.
ومن البقاع، أفاد مراسلنا عفيف دياب أنه في ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذتها وحدات من الامن العام ومخابرات الجيش اللبناني، عبرت 11 عائلة صباح امس نقطة المصنع الحدودية نحو الاراضي السورية حيث تم نقل النسوة وأطفالهن بحافلتين للأمن العام اللبناني وسيارة للصليب الاحمر اللبناني، اضافة الى 4 سيارات من المواكبة الامنية الى جديدة يابوس حيث سلمت العائلات المرحّلة إلى الاستخبارات السورية التي عملت على نقل النسوة الى فرع فلسطين في دمشق للتحقيق معهن.
وكانت «قافلة» نساء فتح الإسلام قد وصلت عند التاسعة والربع من صباح امس إلى نقطة المصنع الحدودية حيث شهدت اجراءات امنية مشددة منع بموجبها الصحافيون من الاقتراب والتقاط الصور الا من مسافة بعيدة، فيما منع عناصر الامن العام اللبناني عبور كل انواع السيارات والآليات من والى سوريا لأكثر من 40 دقيقة استغرقتها الإجراءات الادارية والأمنية اللبنانية للتأكد من وثائق العائلات المرحّلة الى سوريا.