أطلق الرئيس سليم الحصّ مبادرة لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي من المأزق الذي يتخبّط فيه، وتقضي بأن يضع الرئيس نبيه برّي صندوقة اقتراع في قصر الرئاسة الثانية في عين التينة، ويدعو أعضاء مجلس النواب جميعاً إلى الإدلاء بأصواتهم فيها لأحد أربعة من خارج الفريقين، يتّفق رئيس المجلس عليهم مع البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير وبالتفاهم مع النائب سعد الحريري، و«من يفز من هؤلاء بغالبية الأصوات، يكن هو المرشح التوافقي، والذي يعود مجلس النواب مجتمعاً إلى التصويت على انتخابه حصراً بحسب الأصول»، معتبراً أن هذه الطريقة «توفر آلية للتوافق الوطني، بمبادرة من المؤسسة الشرعية اللبنانية الأم. وهكذا نحيّد العامل الخارجي. وهكذا يمرّ الاستحقاق الرئاسي بسلام، فيسلم لبنان بإذن الله».وكان الحصّ استهلّ المؤتمر الصحافي الذي عقده باسم «منبر الوحدة الوطنية»، أمس، لإطلاق مبادرته الإنقاذية، بمقاربة الواقع الحالي، وتحديداً المرتبط منه بالاستحقاق الرئاسي، بالقول: «إذا كان أطراف الساحة السياسية يمارسون لعبة العضّ على الأصابع في ما بينهم، فالناس لا تقدّر لهم هذا التصرف. فالبلد في حاجة إلى رئيس يتم التوافق عليه، إلا أن كل فريق يحاول التشاطر على الآخر في مسعى للمجيء بمرشحه، وهذا إن دلّ على شيء فعلى استخفاف السياسيين بالاستحقاق الرئاسي وبالأخطار التي قد يتعرّض لها المصير الوطني في حال عدم الوفاء بهذا الاستحقاق في موعده ووفق الأصول الدستورية».
وإذ حمّل الطبقة السياسية كامل المسؤولية عن «تعطيل الاستحقاق الرئاسي، أو عن الجنوح به إلى الإتيان بأحد المحسوبين على هذا الفريق أو ذاك»، منبّهاً الى أن الوقت الباقي من هذا الاستحقاق «يتضاءل ويضيق»، خصّ الحصّ الرئيس برّي بـ«العتب»، إذ «لم يعلن رؤية معينة للتوصل إلى تسمية رئيس توافقي»، و«حصر حواره مع النائب سعد الحريري، واكتفى بإيفاد مندوبين عنه إلى بعض الأطراف الآخرين»، ليخلص الى وصف «مبادرة بعلبك» بأنها «تفتقر إلى رؤية ومقاربة منهجية مجدية».
ومعلناً تأييده لتعديل الدستور، ولكن «حسب الدستور»، رأى أنه بموجب هذا التعديل «يجب ألا يكون هناك حائل دون ترشيح أحد الأشخاص إذا كانت تتوافر فيه كل المواصفات المطلوبة للرئيس العتيد».
وبالاستناد الى تجربته والى معرفته بإشكالات الحياة السياسية في لبنان، أكد الحص أن «لا إمكانية لأحد أن يفرض أمراً على اللبنانيين»، وأن «التدخل الخارجي ليس قسرياً، بل هو بإرادة اللبنانيين»، فـ«الولاءات في لبنان موزّعة، وهناك اشتباك في المنطقة بين محورين: محور سوريا وإيران من جهة، ومحور أميركا وإسرائيل من جهة أخرى.. ونحن على خط التماس في هذا الصدام، نتلقّى الضربات ذات اليمين وذات اليسار».