البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
أثمرت تحرّكات أهالي البدّاوي الاحتجاجية للمطالبة بإخلاء المدارس الرسمية من النازحين، تجاوباً سريعاً لدى وزارة التربية والتعليم العالي والهيئة العليا للإغاثة ووكالة الأونروا، فأخليت أمس أربع مدارس دفعة واحدة، ويُنتظر أن تُخلى مدرسة أو مدرستان على الأكثر اليوم.
وتزامنت خطوة الإخلاء مع الاجتماع الذي عقده وفد من أهالي مخيّم البدّاوي مع رئيس لجنة الحوار اللبناني ــــــ الفلسطيني خليل مكّاوي ومستشاره زياد الصايغ في فندق «كواليتي ــــــ إن» في طرابلس، حيث أوضحت مصادر حضرت الاجتماع أنّ الصايغ تمنّى عليهم بشدّة «عدم القيام بأيّ تحرّك احتجاجي في الشارع»، إلا أنّ الوفد «اشترط إخلاء المدارس من النّازحين أوّلاً» مقابل التزام تأجيل التحرّكات. وأشارت هذه المصادر إلى أنّ «الصايغ تلقّى خلال الاجتماع اتصالاً أبلغه إخلاء بعض المدارس، وأنّ باصات تابعة للأونروا شرعت في نقل النّازحين إلى بيوت جاهزة شيّدتها الأونروا في المربع B من المخيّم، في المنطقة التي تقع جنوب مجرى نهر البارد». ولفت الصايغ أمام الأهالي «إلى أنّ إخلاء المدارس يأتي من ضمن التزامنا الوفاء بوعودنا لكم»، فكان ردّ الأهالي «لماذا لم تختصروا علينا المسافة منذ البداية وتجنّبونا النزول إلى الشارع؟ ومن يعيد إلينا الثقة بأي وعد رسمي سنتلقاه لاحقاً؟»، مجدّدين تحذيرهم للصايغ من «أنّ الأهالي أعطوا مهلة أخيرة لإخلاء المدارس تنتهي الأحد المقبل، وإن لم يحدث ذلك فليتحمّل كلّ طرف مسؤوليته».
وأوضح رئيس لجان مجالس الأهل في البدّاوي حسن أكّومي «أنّه أُخليت متوسّطة البدّاوي الرسمية للصبيان، ومدرسة البدّاوي الرسمية للبنات، وابتدائية البدّاوي المختلطة (الفجر)، وروضة البدّاوي»، لافتاً إلى أنّه «يُنتظر إخلاء الثانوية الرسمية اليوم، إضافة إلى مدرسة البنين الابتدائية، وأنّ العائلات القليلة الباقية من النّازحين في هذه المدارس بدأت بجمع متاعها تمهيداً لإخلائها نهائياً، إمّا بالانتقال إلى مخيّم نهر البارد إذا سمح لها الجيش اللبناني بذلك، أو إلى شقق ستدفع لهم الأونروا بدلات إيجارها، أو إلى مجمّع المدارس الرسمية في البدّاوي».
وأشار أكّومي «إلى أنّ المدارس الرسمية التي أُخليت هي بحالة سيئة يُرثى لها، إذ إنّ أضراراً كبيرة لحقت بالتمديدات الكهربائية، والصرف الصحّي، والأبواب والنوافذ، والجدران، والألواح، وإنّ هناك تخريباً متعمّداً على ما يبدو كان يقوم به بعض النّازحين، وإنّه حين أُبلغت الأونروا بالأمر ردّت: «لا تهتموا، كلّ ما يخربونه سنعيد نحن إصلاحه بالكامل».