طرابلس ـــ عبد الكافي الصمد
تعرّض جابي «شركة كهرباء قاديشا» بلال الشعار للاعتداء من أحد المشتركين الذي أقدم على ضربه بعقب مسدس حربي على رأسه، وإطلاق النار في الهواء ترهيباً، بعدما طالبه الجابي بدفع فاتورة الاشتراك الشهرية البالغة قيمتها 15 ألف ليرة!
وحسب المعلومات، فإنّ الشعار توجّه قبل ظهر أول من أمس إلى مقهى قريب من مبنى بلدية طرابلس، طالباً من صاحبه ف.أ. دفع رسم الاشتراك الشهري عن عداد كهربائي عائد لمبنىً يملكه الأخير قرب المقهى. وعندما وُوجه الجابي بالرفض، حصل تلاسن كلامي بين الطرفين، لم يلبث أن تطوّر إلى إقدام صاحب المقهى على إشهار مسدسه الحربي وإطلاق النار في الهواء، قبل أن يضرب الجابي بعقب المسدس على الجانب الأيمن من رأسه، ما دفع الأخير إلى تقديم شكوى في مخفر التلّ. عندها، أوقفت القوى الأمنية صاحب المقهى واقتادته للتحقيق.
وصباح أمس، نفّذت «نقابة جباة وقرّاء الإكراء» في الشركة اعتصاماً أمام مبنى الشركة في الميناء، ألقى خلاله رئيس النقابة خالد رفاعي بياناً استنكر فيه الحادثة بشدّة. ولفت رفاعي إلى أنّ «جابي الكهرباء هو الموظف الوحيد الذي يذهب إلى المواطن مباشرة، بينما يضطر الأخير للذهاب إلى الدوائر الرسمية الأخرى كافة لإنجاز معاملاته»، متسائلاً: «هل من المعقول أن تتمّ مكافأة الجابي بالاعتداء عليه؟».
وإذ طالب الرفاعي السلطات المعنية «باتخاذ أشدّ الإجراءات بحقّ المعتدي، وبأن يأخذ القانون مجراه الطبيعي في دولة المؤسسات»، فإنّه لفت إلى «مطلب النقابة المزمن المتمثل بأن يرافق الجباة عناصر من قوى الأمن الداخلي، من أجل تأمين الحماية لهم أثناء عملهم، إضافة إلى تحقيق المطالب الأخرى التي رفعوها أكثر من مرّة إلى الوزراء المعنيين، وأهمها الانتساب إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أو الاستفادة من تقديمات وزارة الصحّة، فضلاً عن تثبيت الجباة في وظائفهم بعد إدخالهم في الملاك، وإقرار تعويضات نهاية الخدمة لهم مثل سائر موظفي القطاع العام»، مشيراً إلى أنّ هذه «المطالب لا تزال حتى اليوم أسيرة أدراج المسؤولين».
من ناحيته، أوضح عضو مجلس النقابة عبد الله كريّم لـ«الأخبار» أنّ النقابة «قد تتّخذ في الاجتماع المقبل لها صفة الادّعاء الشخصي بحقّ المعتدي، من أجل حماية الجباة مستقبلاّ من أيّ اعتداء مشابه، وخصوصاً أنّ هذا الأمر لم يتعرض له أيّ من جباة الشركة منذ أكثر من 15 سنة».