أعرب البطريرك الماروني نصر الله صفير، وبطريقة غير مباشرة، عن شبه يأس من الأوضاع الأمنية وتخوّف من الفراغ، مبدياً قلقاً غير معلن على المبادرات الأخيرة، بالقول أن «لا اتصالات جديدة مع الرئيس نبيه بري»، وأن مبادرة بكركي «قيد الدرس لدى الأطراف المعنيين»، منبّهاً إلى أن أي فراغ «يسبب فتنة»، مستنجداً بالسماء والصلاة «على نية انتخاب رئيس الجمهورية قبل نهاية المهلة الدستورية».ففي حديث الى إذاعة «صوت لبنان» اتّسم باقتضاب الأجوبة، وبدأ بالإشارة الى أن مؤتمر البطاركة في منطقة عين تراز بحث «في وجه عام، في الحضور المسيحي في الشرق وما يعانيه أبناؤه من تشرذم ومن هجرة»، معلناً أنه سينبثق عنه نداء ورسالة الى المسيحيين في الشرق. ورأى رداً على سؤال «أن بيع الأراضي ليس المشكلة الوحيدة التي يعانيها اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً، هناك مشاكل كثيرة نأمل أن تعالج بالحكمة والروية»، آملاً «أن تتم الأمور في مجراها الطبيعي» في ما يخص الانتخاب الرئاسي.
وعن موقف الفاتيكان، قال «إن الفاتيكان تكلم أكثر من مرة عن الوضع اللبناني وهو يهتم بهذا الوضع عموماً». وقال إنه سيوجه الى وزراء خارجية اسبانيا وفرنسا وايطاليا، إذا اجتمع بهم «الرسالة المعروفة، وهي أن يكون هناك اهتمام عام بالشأن اللبناني».
وعمّا آلت اليه مبادرة بكركي، قال: «إن الفكرة قيد الدرس لدى الأطراف المعنيين»، وإنه في انتظار تأليف اللجنة المشتركة وإبلاغه الأسماء، مكتفياً، رداً على سؤال عمّا إذا كانت هناك تحفظات أو عرقلة، بالقول: «لا أدري هذا الأمر، لأني انقطعت عن الاتصال بالناس في هذا الدير (عين تراز)».
وعمّا قيل إن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يقترح اجتماعاً رباعياً يجمعه والنائب ميشال عون وسمير جعجع والرئيس أمين الجميل، أجاب: «هذا أمر سينظر فيه».
وبـ«لا أدري» أجاب عن سؤال عما إذا كان يخاف من تكرار سيناريو عام 1988 وحصول فراغ في الرئاسة، مضيفاً: «وإنما أتمنى أن يتحمل كل اللبنانيين وخصوصاً المسؤولين من بينهم، مسؤولياتهم».
وشدّد على ضرورة أن يحل اللبنانيون مشاكلهم بأنفسهم، معتبراً أن الأمر يتعلق بهم أوّلاً.
وعمّا إذا كان يجب على الرئيس الجديد أن يتماشى مع القرار 1559، قال: «قرارات الأمم المتحدة ملزمة لجميع الناس وعلى الذين اتخذت هذه القرارات بحقهم أن يخضعوا لها ويطبقوها»، مضيفاً إنه يصلّي «على نية انتخاب رئيس الجمهورية قبل نهاية المهلة الدستورية ويطلب نجدة السماء»، وسأل «هل باستطاعتنا أن نعيش دون السماء؟».
وعن جلسة 23 تشرين الأول الجاري، قال: «هناك من يقول إنها قد تُعقد لكن لن تكون فيها قرارات حاسمة، وقد يؤجّل الانتخاب».
وكان صفير قد تفقّد أمس وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام، أضرار الحرائق في قضاء عاليه، ورافقهما المطران بولس مطر، ووفد من الشخصيات والآباء المشاركين في مؤتمر عين تراز.
وشملت الجولة بلدة عين تراز، فرشميا حيث تحدّث صفير معتبراً أن اللبنانيين يمرون بأيام صعبة، وأشار الى «ما نال لبنان من مصائب في هذه السنة وما قبلها، وقد مضى عليه ما يقارب ثلاثين عاماً، والناس خلالها عانوا ما عانوا، فكثيرون هاجروا، لكن علينا رغم كل ذلك أن نوطّد إيماننا بالله»، داعياً الى التعاون «وأن ننسى كل ما يباعد في ما بيننا ونعمل على ما يقرّب».
كما ألقى لحام كلمة توجه فيها الى الحضور بالقول: «إذا لم يأت أحد من الحكومة لديكم، فنحن آتون من كل البلاد من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ومصر والسودان والعراق، لكي نقول لكم نحن معكم، واجتماعنا في عين تراز بالذات هو تأكيد بعدما بنينا بعد واحد وعشرين عاماً بلدة عين تراز التي كانت خراباً ويباساً ودماراً، إلا أن إيماننا بلبنان وبكم هو الذي دفعنا إلى أن نعيد بناء الدير من جديد، وسوف نبني دير ما الياس كذلك، وعليكم أن تكملوا بناءه معنا».
بعدئذ انتقل الوفد الى بلدة شرتون، حيث سأل صفير الله «أن يحفظ لبنان وشعبه على اختلاف طوائفه». ودعا لحام الى التضامن والتماسك مؤكداً أن «لا لبناني مسيحي بدون مسلم ولا العكس كذلك»، وقال إن «الاستحقاق الرئاسي لا يتطلب لا اتفاقاً ولا توافقاً، بل إجماعاً مارونياً درزياً سنياً شيعياً على رئيس واحد للبنان ولكل اللبنانيين».
(الأخبار، وطنية)