أكد وزير الخارجية التركي علي باباجان ان بلاده تولي اهتماماً كبيراً بوحدة لبنان واستقلاله وسيادته، معتبراً ان استقراره ذو أهمية قصوى لتركيا ولكل المنطقة، وشدد على أهمية الانتخابات الرئاسية المقبلة والحوار لحل الأزمة السياسية.وكان باباجان وصل الى بيروت منتصف الليلة قبل الماضية الى بيروت، وجال أمس على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، وبحث العلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا وعمل قوات الطوارىء الدولية في الجنوب والوضع في منطقة الشرق الأوسط وتطورات عملية السلام فيها.
ووصف باباجان لقاءاته بـ«المثمرة»، مشيراً الى أنه عرض وجهة نظر بلاده حول لبنان، وشدد على أن «لبنان وتركيا تجمعهما روابط تضامنية تاريخية عميقة، ونحن نعمل من أجل سلام لبنان واستقراره وسيادته، ونعمل أيضاً من أجل تسهيل المصالحة عبر الحوار السياسي»، مؤكداً «أهمية الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن نرى انتخابات ناجحة للبنان والمنطقة».
وبالنسبة الى شؤون المنطقة، لفت باباجان الى أن لتركيا مبادىء أساسية، مؤكداً إيمانها «بأن الحوار السياسي ولا شيء غيره هو الطريق لحل المشاكل وإيجاد الحلول، وبأن الأمن للجميع هو أساس في المنطقة، ولبنان كبلد له خصوصية اجتماعية وإذا نظرنا الى القواسم والأهداف المشتركة فإن الفروقات تزول».
وإذ أكد أن تركيا تولي اهتماماً كبيراً بوحدة لبنان واستقلاله وسيادته، شدد على أن استقرار لبنان ذات أهمية قصوى لتركيا ولكل المنطقة، معتبراً أنه «إذا نجح لبنان فسيساهم في تغيير الأجواء في كل المنطقة».
وقال: «نود رؤية نهاية للأزمة السياسية الحالية من خلال الحوار والمصالحة، ونحن نبذل جهدنا للمساعدة لإحلال الأمن والسلام في لبنان»، لافتاً الى مساهمة تركيا في قوات اليونيفيل من خلال ألف جندي، وأن لديها مشاريع عدة لإعادة إعمار أربعين مدرسة، 16 منها مدمرة كلياً، إضافة الى مشاريع أخرى.
وأكد أن دعم الحكومة التركية للمحكمة الدولية «واضح جداً وقد سمينا قاضيين لهذه الغاية. ونحن ندين كل الأعمال الإرهابية التي استهدفت الرئيس رفيق الحريري وهو زعيم مهم جداً في المنطقة خسرناه، وكذلك ندين الأعمال الإرهابية التي استهدفت شخصيات سياسية وغير سياسية»، وأعلن استعداد تركيا «لتوحيد الجهود ضد الإرهاب والأعمال الإرهابية»، معتبراً أن «التعاون والتضامن في وجه الإرهاب ضروري للفوز بهذه المعركة».
ورفض الإجابة عن سؤال عما إذا كان يحمل أي رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد.
من جهته، أشار الوزير صلوخ بعد لقائه باباجان الى أن صداقة قديمة ومتأصلة تجمعنا بتركيا «ونحن حريصون على تطوير هذه الصداقة لما فيه مصلحة بلدينا وشعبينا ومنطقتنا»، موضحاً أن المحادثات تناولت «الأوضاع في لبنان والمنطقة، وبحثنا كذلك ما طرأ من تطورات على الوضع في العراق، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وضرورة أن ترتكز على أسسها ومرجعياتها لكي يكتب لها النجاح، وهذا ما وافقنا عليه الجانب التركي وقد عبّرنا عن ثقتنا بأن الدور التركي المركزي والمهم في المنطقة هو دور لمصلحة دول المنطقة واستقرارها وأمنها وسيادتها».
وتابع: «وعبّرنا عن الشكر لمشاركة تركيا في اليونيفيل وللمساعدات السياسية والاقتصادية والعمرانية التي بذلتها خلال العدوان الاسرائيلي الصيف الماضي وبعده، وهذا دليل على الصداقة المتأصلة بين بلدينا»،
وقال: «بالنسبة الى الوضع في العراق أكدنا معاً وحدة أراضي العراق وسلامته الإقليمية، واستعادة هذا البلد العزيز مكانته المحورية ليكون واحة أمان لشعبه ولجيرانه في إطار موجبات حسن الجوار والأمن الإقليمي».
بدوره، قال النائب الحريري بعد لقائه باباجان في قريطم، بحضور النائب باسم السبع ونادر الحريري: «أجرينا محادثات جيدة جداً وناقشنا خلال اللقاء أهمية انتخاب رئيس جديد للبنان، خلال المهلة الدستورية»، لافتاً الى ان تركيا «قدمت دعماً كبيراً الى لبنان، وقد رأينا هذا الدعم خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في العام الماضي، وكان لتركيا موقف قوي ضدها. وقد أرسلت تركيا مشكورة زهاء ألف جندي لمساعدة قوات «اليونيفيل» ولدعم الأمن والاستقرار في الأراضي اللبنانية وحماية الحدود اللبنانية الاسرائيلية من الخروق الاسرائيلية». وأشار الى أن اللقاء تناول ما حصل خلال الاجتماعات التي حصلت في تركيا مع المسؤولين السوريين.
ورداً على سؤال عن استبعاد الوزير التركي من لقاءاته زيارة قطبي المعارضة السيد حسن نصر الله والنائب ميشال عون، أجاب الحريري: «لا أعتقد أن وراء ذلك موقفاً معيناً، هناك علاقة تاريخية بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبين المسؤولين الأتراك، ونحن مستمرون في هذه العلاقات. ونرى أن في إمكان تركيا أن تؤدي دوراً كبيراً في المنطقة، ليس فقط بالنسبة إلى الشأن اللبناني، بل أيضاً في الشأن العراقي والفلسطيني ومع إسرائيل. إن تركيا دولة إسلامية كبرى ولها وجودها الفاعل في العالم الإسلامي، ونريد أن نرى دورها يكبر في المنطقة، لأننا نرى أن تركيا بلداً صديقاً، وديموقراطيتها وتطورها مثال يمكننا أن نتعلم منه. من هنا العلاقات المميزة دائماً بين بلدينا».
وانتقل باباجان بواسطة مروحية دولية إلى الناقورة ثم إلى بلدة الشعيتية حيث تفقد كتيبة بلاده العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية المعززة في الجنوب، والتقى الجنود والضباط وقائد الكتيبة الجنرال شايان الذي قدم شرحاً حول الدور الذي تقوم به الكتيبة ضمن قوات «اليونيفيل».