مخيم البداوي ــ نزيه الصديق
اجتمع أمس 400 طفل في مدارس ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وطالبوا الحكومة اللبنانية، وكل المعنيين، بوضع حد فوري للعنف اليومي الممارس ضدهم.
وأُحييت النشاطات في مختلف أرجاء لبنان لا سيما في مخيم البداوي في إطار «يوم التحرّك العالمي ضد العنف» الذي أطلقه اتحاد غوث الأطفال، حيث يجتمع الأطفال في جميع أنحاء العالم تعبيراً عن رفضهم لجميع أشكال العنف وسوء المعاملة التي تؤثر سلباً في نموهم الجسدي والعاطفي والنفسي.
وقد أطلقت الأمم المتحدة في عام 2006، دراسة عن العنف الممارس ضد الأطفال، وأكدت الدراسة أن العنف مشكلة كبيرة تطال تأثيراتها المدمّرة ملايين الأطفال حول العالم، حيث يعاني واحد من كل أربعة أطفال الإساءة الجسديّة أو الجنسية أو النفسية، الإهمال أو الاستغلال.
وقد نظمت المنظمة السويدية لرعاية الأطفال مع شركائها: الـ«بلو ميشن»، «كفى عنف»، واستغلال وشبكة حماية الطفل،
مجموعة من النشاطات في 6 مدارس في لبنان بالإضافة إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البدّاوي ونهر البارد، بهدف مناقشة توصيات دراسة الأمم المتحدة عن العنف الممارس ضد الأطفال، وعرض ما أنتجه الأطفال من أعمال فنية معبّرة. ووزعت على الأطفال مطبوعات رسوم متحرّكة مخصصة لهم أنتجتها المنظمة السويدية لرعاية الأطفال هدفها تعريفهم على حقوقهم.
نشاط مخيم البداوي تميّز بعرض لمجموعة رسوم لأطفال نازحي مخيم النهر البارد وأطفال مخيم البداوي تحت عنوان «التفريغ النفسي» وخاصة بعد أحداث البارد التي عاشها الأطفال.
عبّر الأطفال الفلسطينيون برسومهم وكتاباتهم عن تضامنهم وتعاطفهم مع أطفال لبنان، بالإضافة إلى تمسّكهم بالعودة، وبالقدس عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وألقت الطفلة إيمان عيدو كلمة قالت فيها «إننا نحب المسؤولين الذين يتحمّلون مسؤولية بيتنا ومجتمعنا ومدرستنا، ونكره العنف أنى أتى ونرحب بكل من يحضننا، وينير أمامنا آفاق المستقبل، متطلعين إلى أن يكون ذلك بعيداً عن العقاب النفسي والجسدي وحقوقنا كأطفال».
أمين سر الشبكة أحمد داود تحدث عن نشاطات الشبكة خاصة في فترة ما بعد أحداث البارد، والتي تضمنت الإبداعية منها والتعبيرية للأطفال، بالإضافة إلى أعمال الإغاثة المتعذرة في مخيم النهر البارد نظراً لمنع الوصول إليه، وتدميره الشامل.
وتؤكد سنّا جونسون، الممثلة الإقليميّة للمنظمة السويدية لرعاية الأطفال، «آن الأوان لجميع الأطراف ليجعلوا من أهم أولوياتهم الحد من العنف الممارس ضد الأطفال، إذ إن تعريض الأطفال لأي شكل من أشكال العنف أو سوء المعاملة له تبعات مدمِّرة يحملونها معهم مدى الحياة. إن جميع الأطراف مسؤولون عن إنهاء جميع أشكال العنف الممارس ضد الأطفال، في جميع الظروف».