صور ـ آمال خليل
على ضوء القمر، افتتح وزير الخارجية التركي علي باباجان تجمّع الوحدات الجاهزة المقدمة من اسطنبول إلى صريفا لاستخدامها مدرسة بديلة عن المتوسطة الرسمية التي دمّرها العدوان

فضح القمر تأخير وزير الخارجية التركي علي باباجان عن موعد الاحتفال المقرر لأقل من ساعتين، وأحرج المنظمون الذين لم يتداركوا انقطاع الكهرباء المعتاد عن البلاد. لكنّ المدرسة افتتحت بعد تأجيلها منذ شهر أيار الماضي لأسباب أمنية، بمشاركة وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني والنائبين علي خريس وعلي بزي وانتظم في صفوفها الطلاب في مشهد تمثيلي تربوي بناءً على رغبة الوزير التركي الذي تمنى اكتمال مشهد الصفوف المجهزة من الهلال الأحمر التركي، بطلاب علم ينتظرون بدء حصص التدريس لكنّهم في الحقيقة تنادوا من يوم العطلة منذ الصباح وحتى المساء إلى مدرسة فارغة في انتظار الأتراك، وسيتوجه كل منهم صباحاً إلى مدرسته الأم في الجوار.
فبعدما تأخّر وصول موكب الوزير التركي في القاعدة الفرنسية المجاورة في دير كيفا حيث حطّت به مروحية أممية وانتقل بموكب أمني إلى مكان الاحتفال، فيما الحضور وعلى رأسهم الوزير قباني بانتظاره، عبّر عن أمله بأن «يحظى الطلاب الذين سيدرسون في هذه المدرسة بواقع أفضل بعيداً من ضوضاء الأزمات والمشاكل التي تعصف بوطنهم الذي تجهد حكومته ليعم الاستقرار والهدوء والسلام فيه». أما قباني الذي يزور صريفا للمرة الثانية بعد مشاركته في تشييع شهداء مجزرتها، فشكر في معرض قبوله لهبة جديدة، الوزير التركي «تَكبُّده المشقة للوصول إلى هنا والمشاركة الشخصية في افتتاح المدرسة». وحيّا قباني المقاومة التي تصدّت للعدوان الإسرائيلي ورفعت رأس الأمة عالياً، لكنّه تمنى على أهلها تبنّي مبدأ المشاركة والوحدة والتضامن في الظرف العصيب والحرج الذي يمر به لبنان ريثما تتحقق الديموقراطية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وإذ يظن الوزير التركي والجهات المانحة أن المدرسة ستبدأ عملها في اليوم التالي، فإن الواقع يشير إلى أنّ العقد بين وزارتي التربية اللبنانية والتركية الموقّع قبل عام تماماً، حصل بناءً على فقد صريفا إحدى مدارسها الثلاث إثر تدميرها في الوقت الذي تلقّت فيه الوزارة اللبنانية عرضاً من دولة الإمارات لترميم وإعمار المؤسسات التعليمية المتضررة. ولمّا وافقت الوزارة على العرضين، تعارض الجهد الإماراتي والتركي وانتهى بفوز صريفا بمدرسة إضافية بعدما أعادت الإمارات بناء المدرسة المدمرة وقدّم الأترك 4 وحدات جاهزة مدرسةً بديلة. وأوضح المجلس البلدي أنّه يتجه لطلب موافقة وزارة التربية على إعلانها مهنية فنية بدءاً من العام المقبل لافتقاد المنطقة لمهنية. وتأتي الهبة التركية في إطار المساعدات التي تقدمها الحكومة بإشراف وزارة الخارجية منذ عدوان تموز وشملت تقديم 44 مدرسة جاهزة في بلدات الطيبة ومجدل زون وأنصارية والسكسكية والنبطية وجون وعين الحلوة وكترمايا وديردوريت وبناي وإيعات ودورس وإيعال وسنيد القطيع ومنيارة والبيرة تراوح مساحتها بين 314 و564 متراً مربعاً. لكن الافتتاح الأول جرى في صريفا التي نالت العدد الأكبر بينها. إضافة إلى 5 حدائق للأطفال قدمت من بلدية أنقرة إلى بلدات داريا وحاصبيا وعرب الجل والطيبة.