البدّاوي ـ عبد الكافي الصمد
ارتفعت في اليومين الأخيرين أعداد العائلات العائدة إلى الجزء الجديد من مخيّم نهر البارد، وهي مرشحة للتزايد في الأيّام والأسابيع القليلة المقبلة، في ضوء ما ستستطيع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إنجازه من تأهيل أبنية وتشييد أخرى، عدا عن تحسين أوضاع البنى التحتية والخدمات الأساسية المُفترض وجودها في المخيّم، لتسهيل إقامة وعيش النّازحين العائدين إليه.
مسؤول هيئة الطوارئ في الأونروا، محمّد عبد العال، أوضح لـ«الأخبار» أنّ «عدد العائلات العائدة إلى المخيّم بلغ حتى يوم أمس 550 عائلة»، أي نحو 10 في المئة تقريباً من عائلات المخيّم ككلّ قبل النّزوح منه، متوقعاً أن يعود إليه خلال اليومين المقبلين «ما لا يقل عن 200 عائلة على أقلّ تقدير، بعدما نكون قد أنجزنا تأهيل وترميم بعض الأبنية والمساكن التي استأجرناها لهذه الغاية، أو انتهينا من تأهيل وترميم مساكن أخرى، الأمر الذي سيوفّر مجالات أرحب لعودة مزيد من النّازحين إلى الأجزاء الجديدة من المخيّم».
وأشار عبد العال إلى أنّ «32 وحدة سكنية تمّ الانتهاء من بنائها في المنطقة الموجودة جنوب مجرى نهر البارد، أو ما يعرف بالبلوك A وفق التصنيف الجديد، وأنّ عائلات نازحة عدّة باتت تقيم فيه حالياً، إضافة إلى أنّ 24 وحدة سكنية أخرى سننتهي من إنجازها في المنطقة المذكورة خلال أسبوع على الأكثر»، لافتاً إلى أنّ «العائلات المقيمة في المدارس الرسمية في البدّاوي يجري نقلها إلى هذه الوحدات، أو إعطائها بدلات إيجار تبلغ 1000 دولار للإقامة خارجها، لأنّنا نرى أنّ إخلاء هذه المدارس أولوية بالنسبة إلينا الآن، وقد أخلينا حتى مساء أمس ستّ مدارس رسمية من أصل ثماني، على أن يلي ذلك إخلاء مدارس الأونروا الموجودة في مخيّم البدّاوي في مرحلة لاحقة».
وفي موازاة قول عبد العال إنّ الأونروا «لم تزل حتى الآن تعمل في إطار المرحلة الأولى من خطّتها التي أعلنت عنها مسبقاً، والمتعلقة بعودة النّازحين وإعادة إعمار المخيّم، وأنّ عملنا في هذه المرحلة أتى بالتّزامن مع عودة النّازحين»، فإنّه أشار إلى أنّ «الخدمات الأساسية التي نُقدّمها كمّاً ونوعاً تتحسّن تدريجاً»، مُتحدّثاً عن «تأمين جيّد لمياه الشفة عن طريق خزّانات وصهاريج وغالونات وآبار جوفية جرت إعادة تأهيل بعض منها، فضلاً عن تأهيل جزء هام من شبكة مياه الصّرف الصحّي، وتقديم فرش وأغطية وأدوات مطبخ ومعدّات تنظيف إلى النّازحين العائدين، عدا عن إدخالنا منذ أيّام ثلاثة مولّدات كهربائية كبيرة إلى داخل المخيّم، وسنبدأ باستعمالها وإنارة البيوت ابتداءً من اليوم، بعد انتهائنا من إنجاز شبكة تمديدات كهربائية مؤقّتة لهذه الغاية».
في مقابل ذلك، عبّرت مصادر فلسطينية معنية لـ«الأخبار» عن استيائها من «سوء تنفيذ» الوحدات السكنية التي تشيّدها الأونروا عند المدخل الجنوبي من مخيّم نهر البارد، موضحة أنّ «جدران هذه الوحدات مُورّقة من الخارج فقط، وأنّ أرضيتها سيئة للغاية، فضلاً عن كونّها موحلة وغير مستوية التضاريس، وهي ليست مؤهلة إطلاقاً لمواجهة فصل الشتاء، إذ إنّ تسرّب المياه إلى داخلها بدأ قبل هطول الأمطار!».
وأشارت المصادر الفلسطينية المعنية ذاتها إلى أنّ «بناء الأونروا مدرستين جاهزتين قرب ملعب عمر كمال في مخيّم البدّاوي، لم يجرِ الشروع فيهما حتى الآن»، لافتة إلى أنّ «البطء في تنفيذ الأعمال ورداءته، إضافة إلى غياب المشرفين الهندسيين عن هذه الأعمال، يوحي بوجود تقاعس وإهمال مقصودَين من الأونروا، وإلا كيف يمكن تفسير استغراق تمهيد قطعة من الأرض، لا تتجاوز مساحتها ألفي متر مربع، وهي عبارة عن ملعب رياضي بالأصل، أكثر من شهر لإنجازها؟».