عكار ـــ خالد سليمان
ينتظر مصطفى حمادة، من بلدة خريبة الجندي، آخر الشهر الجاري، راتب ابنه الأكبر في الجيش كي يتمكن من تسديد رسوم أبنائه الخمسة في المدرسة الرسمية، علماً بأنّ مهلة التسجيل انتهت السبت الماضي. فالموسم الدراسي لم ينطلق بعد في المدارس والثانويات الرسمية في عكار حتى اليوم، رغم مرور ثلاثة أسابيع على الموعد الذي حدّدته وزارة التربية والتعليم العالي مطلع الشهر الجاري. ولا تزال معظم المدارس والثانويات خالية من التلامذة، ما عدا بعض صفوف الشهادات الرسمية. فتكميلية حلبا الرسمية التي تُسبّب كل عام زحمة سير خانقة لقُربها من الطريق العام، بدت شبه خالية من التلامذة، وهي تتسع لنحو 600 تلميذ لم يتسجل منهم سوى 120.
ويتناقص هذا العدد في المدارس المتاخمة للحدود. وهنالك مدارس لم يتسجل فيها أي تلميذ حتى اليوم، كمدرسة رجم حسين التي تتسع لـ300 تلميذ.
ولا يختلف الوضع في الثانويات عنه في المدارس، إذ لم يتسجل في ثانوية ببنين، أكبر ثانويات عكار، سوى 75 تلميذاً من أصل 1000 تلميذ. وأشار الناظر العام في ثانوية حلبا الرسمية مسعد موسى، في هذا الاطار، إلى أنّ نسبة التسجيل مقبولة حتى اليوم، متوقعاً أن يزداد العدد مع انتهاء مهلة التسجيل، وخصوصاً في صفوف الثانوي الأول.
وعزا مديرو المدارس الأسباب إلى أنّ الأهالي ينتظرون الإعفاء من رسوم التسجيل، فيما تزامن الموعد الرسمي للدراسة مع شهر رمضان والعيد، إضافة إلى التحضير لموسم الشتاء من وقود ومونة وما إلى ذلك. وقالت إحدى المعلمات في تكميلية الشيخ طابا، إنّ عدد التلامذة لم يتجاوز حتى اليوم 150 تلميذاً، أي نصف العدد تقريباً، «الناس ناطرة البلاش، وما في شي السنة ببلاش».
وفيما لا توجد نيّة لدى الحكومة لإعفاء الأهالي من رسوم التسجيل، أدى الإحجام عن التسجيل إلى ضعف الإقبال على شراء الكتب والقرطاسية من المكتبات التي شكا أصحابها من الواقع السيِّئ. وقال صاحب مكتبة عكار ربيع الأشقر: «إنّ نسبة المبيعات لم تتخط 5% قياساً إلى السنوات الماضية في مثل هذه الأيام»، لافتاً إلى أنّ الموسم لم يبدأ بالنسبة إلى بيع الكتب المدرسية الرسمية، عكس الكتب الخاصة، وأتوقع أن ينشط نهاية هذا الشهر».
بدورها، أوضحت صاحبة مكتبة الجندي في حلبا، ردينة الجندي «أنّ حركة الإقبال على شراء الكتب المدرسية أصبحت جيدة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، والناس ناطرة البلاش متل كل سنة»، مشيرة إلى نقص في بعض الكتب كالجغرافيا والتربية والموسيقى.
وتضاف إلى أزمة التسجيل والكتب قضية الأساتذة المتعاقدين في المدارس الرسمية الذين يعدّون نحو 75 % من الكادر التعليمي في عكار، ولم يقبضوا حتى اليوم مستحقاتهم المالية، ما دفع البعض منهم إلى عدم الالتحاق بمدارسهم حتى تفي الوزارة بوعودها وتعمل على تحسين وضعهم وإنصافهم.