الرئيس الأعلى للكتائب في عين التينة: اللقاء مع عون خطوتان على طريق الوفاق
أرجأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء إلى 12 تشرين الثاني المقبل، فيما شهدت عين التينة حركة اتصالات أمس سعياً إلى التوافق حول الرئيس العتيد وتشعبت لتشمل قريطم.
وصدر عن الأمانة العامة لمجلس النواب البيان الآتي: «لمزيد من التشاور توصلاً إلى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية يشكل رمزاً لوحدة الوطن ومنعته، قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل الجلسة التي كانت مقررة غداً (اليوم) في 23 من هذا الشهر إلى تمام الساعة العاشرة والنصف من يوم الإثنين الواقع فيه 12 تشرين الثاني المقبل».
ورحب وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما بتأجيل الجلسة، مشيراً إلى أن كل الأطراف الذين التقاهم وفد الترويكا الأوروبية في بيروت أبلغوا الوفد نيتهم «تجنب دعوة البرلمان للانعقاد لأنهم يعملون على بلورة اتفاق». ورأى في تصريح أدلى به في مؤتمر عقد في مدينة باري «أن دعوة البرلمان في غياب التوافق كان سيفضي إلى صدام أرادوا أن يتلافوه»، معتبراً أن «هذا الإعلان يؤكد أنه، عوضاً عن الاصطدام المحقق، سيعكف النواب على بلورة مرشح يحظى بتوافق عام». وأكد أن هذا الأمر «سيتم سواء عبر المفاوضات الحثيثة بين كل القيادات السياسية للموالاة والمعارضة أو عبر الجهد الدؤوب الذي تبذله البطريركية المارونية الساعية إلى إيجاد حل يوحّد سائر المسيحيين، وهذا في حد ذاته يعدّ عملاً شاقاً نظراً لانقسامهم بين موالاة ومعارضة».
من جهته، رأى عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور أن التأجيل «بالطريقة التي حصلت، مخالفة دستورية واضحة من قبل رئيس المجلس النيابي، تعطف على مثيلاتها من المخالفات الدستورية التي تم ارتكابها منذ انطلاق الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية المحددة في الدستور، وكل ذلك تحت عنوان التوافق على رئيس الجمهورية». ورأى أن «هناك أكثرية نيابية تصر على عقد الجلسة وهناك إمكان لتأمين نصاب عقد هذه الجلسة وفق ما ينص عليه الدستور اللبناني».
على صعيد آخر، استقبل الرئيس بري في عين التينة الرئيس أمين الجميل والنائب غسان تويني.
وبعد اللقاء، أشار الجميل إلى «أننا أمام مفترق طريق، وهذا ما يستوجب تكثيف الاتصالات والتشاور حتى تتحمل كل القيادات مسؤولياتها في هذا الظرف العصيب»، موضحاً أن اللقاء مع الرئيس بري «للتشاور ولتضافر كل الجهود معه حول مبادرته ومبادرة بكركي».
ورداً على سؤال عن أسماء المرشحين للرئاسة، قال تويني: «لم ندخل في الأسماء، وأود أن أضيف أمراً آخر وهو أنني أحببت أن أطلع دولة الرئيس على ما جرى مع وزراء الخارجية: الفرنسي والإيطالي والإسباني، والأحاديث الجانبية».
وقال الجميل إن لقاءه والعماد ميشال عون أول من أمس «كان إيجابياً جداً»، معتبراً أن «مجرد حصوله بعد ما ساد العلاقة من أجواء سلبية كان مفيداً جداً»، ووصف اللقاء بأنه لقاء كسر جليد «وتداولنا كل القضايا المطروحة، وخصوصاً لجهة المبادرة التي يجب أن ترعى الاستحقاق الرئاسي»، معلناً أنه «تم قطع شوط في هذا الشأن»، ومشيراً إلى أن «الشباب سيتواصلون في ما بينهم، بالتشاور والتنسيق مع كل حلفائنا، لأن هذا الانتخاب بقدر ما يكون توافقياً ونتوافق على الشخص الذي يستطيع أن تكون لديه القدرة الكافية لمواجهة الاستحقاقات والتهديدات ويدافع عن مصلحة لبنان العليا، نكون قد توصّلنا إلى النتيجة المرجوة».
وأكد أن اللقاء هو «خطوتان على طريق الوفاق»، وقال: «لنتفق أولاً على أننا كنا في مرحلة نقول فيها إننا لا نتفق ونضع شروطاً تعجيزية في وجه بعضنا البعض، كل واحد يقف وراء خندق ويتسلح باقتناعات ذاتية تمنعنا من اللقاء، الآن هناك اقتناع بأننا نريد أن نحطم هذه الحواجز النفسية وغير النفسية ونلتقي على مواجهة الاستحقاق بتفاهم واسع».
وأعلن أنه جرى اتصال هاتفي بينه وبين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
وعمّا إذا كان اللقاء مع عون يمهّد للقاء مسيحي موسّع، أجاب تويني: «القيادات المسيحية مدعوة إلى لقاء في بكركي، وقد أعلنت بكركي أنه بعد انتهاء عمل اللجنة التي عيّنتها ستدعو القيادات إلى الاجتماع».
وعن اتهام النائب وليد جنبلاط سوريا و«حزب الله» بالاغتيالات، قال تويني: «لا جديد في كلام الأستاذ جنبلاط، وقد قال مثل هذا الكلام سابقاً»، معلناً أنه لا يوافق على هذا الكلام.
وقال: «لا أحد يتبنى الكلام الذي يقوله الآخر، لا أحد، لا الأستاذ جنبلاط ولا سواه مستعد أن يتحمل مسؤولية الفراغ أو إبدال الانتخابات بمنازلة في الشارع، والذين هددوا بمصائب كبيرة نحن لا نرى هذه المصائب، وحتى الذين يهددون ليسوا مستعدين لأن يرتكبوا مثل هذه التهديدات».
وزار تويني لاحقاً النائب سعد الحريري في قريطم وبحث معه التطورات.
(وطنية)