وصف المرشح الرئاسي النائب روبير غانم خطوة إرجاء الرئيس نبيه برّي الجلسة النيابية التي كانت مقرّرة اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بـ «الإشارة الإيجابية»، لإعطاء المزيد من الوقت للتشاور، واضعاً اللقاء الذي جمع الرئيس أمين الجميل ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، أول من أمس، في خانة «الخطوات الإيجابية».وإثر زيارته بكركي حيث التقى البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، أمس، أشار غانم الى أن أهمية الاستحقاق الرئاسي تكمن في «أنه أحد أهم مبرّرات وجود لبنان الوفاقي ووحدته»، لافتاً الى أن الدعم الأوروبي والدولي والعربي «لا يمكن أن يؤدّي الى نتائج إيجابية إلا إذا توحّدنا على أسس وثوابت تجعلنا ننتقل من هذا الاستحقاق للدخول في الباب الصحيح لإنقاذ لبنان».
وإذ أبدى تفاؤله بكون «كل المخلصين في لبنان يريدون الوصول الى رئيس وفاقي، لا توافقي، لأن الرئيس الوفاقي يأتي عن إرادة وقناعة لا عن تسوية»، شدّد غانم على أنه «إذا لم نتوصل إلى تمرير هذا الاستحقاق بالشكل الصحيح والسليم، نكون قد وصلنا الى خراب لبنان ودخلنا في عمليات تفتيت وتشتيت وتشرذم لا تخدم مصلحة لبنان»، مضيفاً: «ليس هناك من فريق يملك الحقيقة وحده، وما يصلح لهذا الفريق لا يصلح للبنان وما يصلح للفريق الآخر لا يصلح للبنان أيضاً، علينا البحث عمّا يصلح للبنان لأن هذا يصلح لكل الفرقاء، وإذا اخترب البلد اختربنا جميعاً».
من جهة ثانية، استقبل البطريرك صفير وفداً من «لقاء الهوية والسيادة» الذي قصد بكركي للإعراب عن «قلق اللبنانيين على مصير بلدهم»، كما أوضح الوزير السابق يوسف سلامة.
وفي بيان تلاه باسم اللقاء، رأى سلامة أن الأزمة التي يجتازها لبنان «ليست مجرد أزمة سياسية، بل هي أزمة وجود وكيان»، لذلك «لا تعود لعبة الصراع على السلطة والتنافس على المناصب جائزة وصحية، بل تغدو محرّمة ومؤذية متى أصبحت تنطوي على خطرين: المواجهة الدموية، وتهديد وحدة الوطن»، مشيراً الى أن الوفد أكّد للبطريرك أن «رئيس جمهورية لبنان المسيحي مؤتمن على دور ورسالة يعوّل عليهما في إعطاء المعنى الإنساني الكياني العميق لتلاقي المسيحية والإسلام»، وناشده «أن يتخذ القرار الجريء بالإضاءة على جوهر المشكلة، والمتسبّبين بها من الطبقة السياسية المعنية، وأفق الحل المرتجى. وذلك، إذا تُرك الاستحقاق الرئاسي رهن الصراعات والمساومات الإقليمية والدولية».
كما التقى صفير على التوالي كلاً من: سفير الأوروغواي جورج لويس خوري أرنوليتي، رئيس «تجمع لبنان المعرفة» نبيه الأعور، وفداً أميركياً برئاسة الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا الجنوبية دايفيد بيزلي، أمين سر اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام الأب يوسف مونّس، الوزير السابق جان عبيد، وروبير بولس.
في إطار آخر، استقبل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر وزير العدل شارل رزق الذي وصف لقاء الجميل وعون بـ«الشيء الجيد»، ملخّصاً المواضيع المطروحة لبنانياً للحل بـ«المحكمة الدولية، إعادة الثنائية السياسية اللبنانية عبر إصلاح نظام الانتخابات، وإعادة بناء القوات المسلحة (الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي)، على أن يكون ذلك مدخلاً لمعالجة موضوع سلاح المقاومة».