تمخّض اللقاء الذي جمع قيادتي الحزب الشيوعي وحزب الكتائب عن اقتراح طرحه الأول، يقضي بالاشتراك مع الثانية وقوى سياسية أخرى في محاولة «فكّ فكّي كمّاشة آذار» عن الشعب اللبناني ومستقبله، تحضيراً لـ«مؤتمر وطني، تكون قاعدته الحفاظ على السلم الأهلي عبر الإصلاح السياسي، وبوابته تنفيذ البنود الإصلاحية في اتفاق الطائف باتجاه دولة علمانية وديموقراطية وقانون انتخاب يتيح للبنانيين أن يعيشوا حياة ديموقراطية حقيقية»، وذلك «عبر قانون نسبي يوفّر الحكم للأكثرية والمعارضة للأقلية، بما يخرجنا من الكذبة الحالية التي نستخدمها كيفما نشاء، حيناً بالتوافق وحيناً آخر بالحسم»، وفق إشارة الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة.وكان حدادة قد زار، أمس، البيت المركزي للكتائب في الصيفي، حيث عقد لقاءً لأكثر من ساعة مع رئيس الحزب كريم بقرادوني، في حضور: رئيس المجلس الوطني في الحزب موريس نهرا وعضو المكتب السياسي نديم علاء الدين، إضافة إلى عضو المكتب السياسي الكتائبي جورج شاهين. وتخلّله توجيه حدادة دعوة للكتائب للمشاركة في الاحتفال الذي يقيمه «الشيوعي»، الأحد المقبل، في الذكرى الـ83 لتأسيس الحزب.
وفي تصريح أدلى به إثر اللقاء، لفت حدادة الى أن للحزبين «نصاباً وطنياً لا بدّ منه في أي استحقاق يطال مصير البلد»، مشدّداً على أنه «آن الأوان للخروج من التعاطي مع هذا الاستحقاق كحالة راهنة مؤقتة، والتعاطي معه كمدخل جدّي لإنقاذ الوطن».
وأثنى حدادة على «المبادرة التي تسجّل لحزب الكتائب»، في الاجتماع الذي جمع رئيسه الأعلى أمين الجميّل والنائب ميشال عون، وواضعاً إياها في خانة «التمهيد لحالة من التوافق والسلم الأهلي».
من جهته، شكر بقرادوني حدادة على زيارته بالقول: «رغم خلافاتنا الداخلية الكبيرة، يجمعنا الشعور الوطني أمام أي كارثة أو فاجعة وطنية»، معتبراً أن فكرة السلم الأهلي التي طرحها حدادة عنواناً للمؤتمر «هي من الأفكار التي تستحق أن تتحول الى مؤتمر وطني».
والتقى حدادة وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي.