رأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن الاستحقاق الرئاسي «من أهمّ الاستحقاقات في عمل اللبنانيين ولبنان كدولة وصيغة»، و«يجب أن تبذل كل الجهود الصادقة من أجل إنجازه لكي يكون لنا رئيس لكل لبنان، يجمع اللبنانيين ويوحّد بينهم ويكون رمزاً حقيقياً ويمارس ما أولاه الدستور من صلاحيات هي في غاية الأهمية وتعطي لبنان زخماً وعملاً توحيدياً يدفع نحو المستقبل».وفي كلمة ألقاها في مستهل مؤتمر صحافي عقده الوزير أحمد فتفت لإطلاق «الأنظمة الرياضية والكشفية والشبابية»، عزا «أساس تفاعل الأزمة الراهنة» الى «الابتعاد ورفض الحوار والعمل على إحلال القطيعة بدل التلاقي»، وأعلن دعمه لكل «لقاء بين متخاصمين أو بين فريقين متباعدين»، مرحّباً بلقاء الرئيس أمين الجميل والنائب العماد ميشال عون «الذي نعتبره خطوة إيجابية لأنه يمثّل إرادة لدى الفرقاء وانعكاساً لإرادة اللبنانيين بالرغبة في كسر حاجز التباعد». ورأى أن ما ورد في البيان الختامي للقاء «في ما يتعلق بالتزام الأطر السياسية والوسائل الديموقراطية لحل أي خلافات قائمة، هو مكسب كبير وخطوة متقدمة في هذا الظرف بالذات الذي تكثر فيه التهديدات والكلام العالي النبرة والمواقف السلبية بينما نحن علينا أن نبذل كل جهد ممكن من أجل أن نعمل جميعاً لتعزيز التزامنا اعتماد الوسائل الديموقراطية، وغير العنفية».
وإذ رأى «أن المشكلة التي يعانيها لبنان هي تجاوز الأطر الديموقراطية والسياسية وآليات النظام الديموقراطي في مواجهة الخلافات»، وأن رئيس الجمهورية «هو رئيس الدولة ويفترض أن يكون حامي التوازنات لا مساهماً في تعطيل النظام الديموقراطي»، رأى إن «هذه اللقاءات تمهّد لأن يكون لنا انتخاب لرئيس الجمهورية من أجل أن نؤمّن عبوراً سليماً وديموقراطياً للاستحقاق الرئاسي، وسنعمل على أن تتعزز وتتسارع هذه الخطوات لكي يأتي يوم 25 تشرين الثاني ويكون لنا رئيس جديد ونبدأ عهداً جديداً تعيد فيه الحكومة التي ستتألف انطلاقاً واستناداً للدستور تأكيد التزامها لبنان المستقبل، وتأكيد التزامها وعملها من أجل شباب لبنان الذين سيحملون الراية من أجل بناء لبنان الجديد القادر على معالجة أزماته التي تراكمت على مدى اكثر من ثلاثين عاماً».
وشدّد على دور الشباب «الذي يستطيع أن يؤكد على دور الدولة الضامنة والحامية لحاضر اللبنانيين ومستقبلهم، الدولة التي تبسط سلطتها ولا تكون هناك أي سلطة أخرى فوق سلطتها، الدولة التي تؤمن أن يكون لبنان بلداً عربياً مستقلاً بسيادته وبحريته وقادراً على أن يلبي طموحات شبابه، هذا هو لبنان الذي نريد والذي عملنا من أجله وسنستمر بالعمل لهذه الغاية. وكما علمت فإنّ الرئيس نبيه بري قد حدد موعد 12 تشرين الثاني المقبل لعقد جلسة لانتخاب رئيس، نتمنّى أن نكون حتى ذلك الوقت قد استطعنا أن نتقدم باتجاه تنفيذ هذا الاستحقاق الدستوري».
وكان السنيورة قد بدأ كلمته باستذكار البيان الأول للحكومة الأولى بعد الانتخابات الأولى في ظل استعادة لبنان نظامه الديمقراطي. إنه البيان الموجه إلى شباب وشعب لبنان الناهض الذي انتفض لكرامة الوطن وحرر جنوبه وبقاعه الغربي وعمل على تعزيز استقلاله وسيادته وهو بادر أيضاً إلى محاولة تجاوز المحن الماضية».
ورأى أن الضغوط «طغت إعلامياً على الجهود والإنجازات المهمة التي حققتها الوزارات المختلفة»، معلناً أن الحكومة بصدد طبع ملخص كامل عمّا أنجزته في سنتها الثانية «وهي السنة التي حوت الكثير من التحديات التي ما زلنا نواجهها حتى الآن». وقال إن محتويات هذا الملخص «تبيّن أمام اللبنانيين المسار الذي سلكته الحكومة وما أنجزته من أمور وما خططته من مسارات سيصار الى متابعتها في الفترة المقبلة».
(وطنية)