رأى وزير الإعلام غازي العريضي أن ما قاله النائب وليد جنبلاط في واشنطن عن الاغتيالات «يأتي في إطار الاتهام السياسي» مثل الاتهام الذي وجهه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في حديثه الأخير عن هذا الموضوع.كلام العريضي جاء بعد لقائه أمس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السرايا الكبيرة، وأشار الى أنه بحث معه في ثلاثة مواضيع: الأول يتعلق بمستحقات ومساعدات العاملين في تلفزيون لبنان، معلناً أنها في طريقها الى التنفيذ خلال الأيام المقبلة، إضافة الى مسألة ديون القطاع الخاص للتلفزيون، مشيراً الى أن الأمور في هذا المجال تسير في الاتجاه الصحيح.
وأوضح أن الموضوع الثاني يتعلق بما أنجزته اللجنة التي شكّلت لمتابعة الحرائق، أما الموضوع الثالث فهو سياسي حيث أشار العريضي الى أنه اطّلع من السنيورة على الاتصالات السياسية التي أجراها في الساعات الأخيرة والزيارات المرتقبة للبنان في اليومين المقبلين، ومنها زيارة وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط»، مؤكداً «أن الدور العربي قائم».
واذ نقل عن السنيورة تقديره للدور السعودي في لبنان، شدد العريضي على انه «ليس للمملكة أي رغبة على الاطلاق في التدخل، ولا يسجل عليها في أي مرحلة من المراحل التدخل في الشأن اللبناني الداخلي».
ورداً على سؤال أسف العريضي للردود على جنبلاط، معتبراً أن ما قاله الأخير عن الاغتيالات «يأتي في اطار الاتهام السياسي، لكن أخذ منه الجزء الأول فقط، وأسقطوا ما قاله في استكمال هذا الكلام، لكن ننتظر المحكمة الدولية لكي تكشف كل الحقائق، وتحاسب القتلة والمجرمين»، معرباً عن اعتقاده «بأن الآخرين قالوا أكثر من مرة كلاماً أيضاً في إطار الاتهام السياسي وبرروا لأنفسهم هذا الكلام في إطار أنه محصور بالاتهام السياسي، وخصوصاً آخر كلام صدر عن السيد نصر الله وتناول فيه الاغتيالات».
ورأى العريضي أنه «إذا لم يكن هناك اتفاق سياسي على كل القضايا الخلافية، حتى لو عبرنا هذه الاستحقاقات، فستبقى المشكلة قائمة»، وكرر موقف جنبلاط بأنه «إذا كان ثمة تسوية وتوافق فإن نواب الحزب قد يصوتون ضد هذا التوجه، لكن أنا لن اقف حجر عثرة في طريق التسوية»، معتبراً أن جنبلاط «يعبّر عن أفكار ولا يكفر».
ورأى أن التوافق السياسي يؤسس للعبور الهادئ والسليم والآمن والمستقر لمواجهة كل الاستحقاقات من رئاسة الجمهورية، وبعدها رئاسة الحكومة، وتشكيلها ثم البيان الوزاري، معتبراً أن «ثمة من لا يريد التوافق ولو على اسم الرئيس، ويريد الفراغ لتذهب الأمور الى الفوضى»، غامزاً من قناة رئيس تيار «المردة» الوزير سليمان فرنجية.
ووزع العريضي على الصحافيين جدولاً بمنح ومساهمات السعودية في دعم مشاريع الإنماء والأعمار في لبنان والتي بلغت مليارين و467 مليون دولار أميركي نصفها تقريباً عبارة عن منح.
وعقد السنيورة سلسلة اجتماعات للبحث في شوؤن العاصمة وسياسة النقل العام ومؤسسة تشجيع الاستثمارات «ايدال». كما استقبل عضو «التكتل الطرابلسي» النائب محمد كبارة الذي نقل عن السنيورة ترحيبه بالاتصالات القائمة بشأن الاستحقاق الرئاسي، متمنياً «أن تؤدي الى تفادي الوقوع في المحظور لا سمح الله إذا فشلت الجهود المبذولة». ورأى كبارة إيجابيات في الجهود التي يبذلها كل من الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، داعياً الجميع الى مؤازرتها ودعمها «لكونها تمثّل جدياً مفتاح التسوية اللبنانية
للأزمة».
وكرر موقف التكتل بأنه لن ينتخب رئيساً إلا بنصاب الثلثين، «ولكن بشرط أساسي هو أن تشارك المعارضة في الانتخاب».
وترأّس السنيورة اجتماعاً للجنة إعادة إعمار مخيم نهر البارد، وتم البحث في مشاريع إعادة إعمار المخيم ووضع النازحين والمساعدات.
(وطنية)