اللجنـــة الرباعيـــة توافقـــت علـــى مواصفـات الرئيس وتضـع تصوراً لمهماته
رأى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن إمكانات التوافق غير مرتفعة، لكنه أكد أنه سيتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل 24 تشرين الثاني، فيما أعلنت اللجنة الرباعية أنها توافقت على المواصفات التي يجب أن تتوافر في الرئيس العتيد، وشرعت بوضع تصور للمهمات التي تنتظره.
وكان جعجع قد التقى أمس البطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي، وأعلن بعد اللقاء أنه جاء للتداول بهدوء مع البطريرك في الاستحقاق الرئاسي و«لنستعرض معاً أين أصبح عمل اللجنة»، مشيراً إلى أن اللجنة مستمرة، لكن «الصعوبات كبيرة وهي تضع كل جهدها لإكمال عملها». وقال: «النقطة الأساس التي نحاول التفاهم عليها بالدرجة الأولى، ومهما كانت الظروف، هي أن يبقى كل الفرقاء على تواصل ضمن حدود القانون وبأشكال ديموقراطية مقبولة، وبالدرجة الثانية أنه وفي نهاية المطاف نحن في صدد انتخابات رئاسية». ورأى أنه إذا توصلنا الى مرشح متفاهمون عليه يكون الأمر عظيماً، وإذا لم نتوصل الى مرشح، فكل واحد منا يتمسك بمرشحيه وينزل الى المجلس النيابي وننتخب». لكنه رأى أن «إمكانات التوافق لا تزال غير مرتفعة، لكن علينا اللحاق بها حتى آخر لحظة»، مؤكداً في الوقت نفسه انتخاب رئيس للجمهورية قبل 24 تشرين الثاني.
وأشار رداً على سؤال الى أنه تجرى ترتيبات للقاء بين رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، موضحاً أنه بالنسبة إليه لا شيء مرتقباً في الوقت الحاضر، معتبراً أن أية اجتماعات تحصل من هذا النوع تؤدي الى حلحلة في الوضع ككل.
ورداً على سؤال عن احتمال عقد لقاء للأقطاب الموارنة، قال جعجع: «الموارنة كلهم أقطاب، لا يمكننا عقد اجتماع صغير، أما أن تكون الاجتماعات ثنائية أو أن تتوسع، ما سيؤدي الى إشكالات من ناحية الشكل. أما من ناحية المضمون فاللجنة تعمل وكل فرد منها يعود لقياداته للاستشارة وأخذ التوجيهات «وماشي الحال» في الوقت الحاضر. فإذا كان هناك من حل جدي فستصل اللجنة إليه، وإذا لم تتوصل الى حل فلماذا نجتمع، هل من أجل الصورة!».
وعن إمكان لقائه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، قال جعجع ان أبوابه «مفتوحة كل الوقت لكل الناس، ولم أرفض في يوم من الأيام الاجتماع بأحد، لكن الذي يريد الاجتماع بالآخر عليه أن لا يضع شروطاً».
وبعد لقائه صفير، توجه جعجع الى مكان اجتماع اللجنة الرباعية برئاسة المطران سمير مظلوم حيث صافح أعضاءها فرداً فرداً، متمنياً لهم التوفيق في مهمتهم.
وكان صفير قد التقى الوزير السابق فارس بويز، الذي رأى أن «هناك عناصر تفاؤل كثيرة» بالنسبة إلى الوضع، محدّداً منها «الاهتمام الدولي وما قامت به اللجنة (الوزارية) الأوروبية»، و«تعديل بعض المواقف لعدد من القيادات التي أصبحت أكثر ليونة» وحمّل القيادات المارونية المسؤولية الأساسية في تسهيل الوصول الى رئيس. ومن زوار بكركي أيضاً وزير العدل شارل رزق.

اللجنة الرباعية

في غضون ذلك، عقدت اللجنة الرباعية المكلفة متابعة مبادرة بكركي، اجتماعها الثالث امس برئاسة المطرانين مظلوم وشكر الله حرب، وأصدرت بياناً أكدت فيه «التزام القوى السياسية التي تمثلها الخيار الديموقراطي في كل العمل السياسي، وعدم اللجوء الى العنف لمعالجة كل الأمور، واعتماد مرجعية الدولة ومؤسساتها لحل أي إخلال بالقانون».
وأعلنت أنها توافقت على المواصفات التي يجب أن تتوافر في الرئيس العتيد، انطلاقاً من المواصفات التي أطلقها غير مرة البطريرك صفير وبيانات مجلس المطارنة الموارنة، وشرعت بوضع تصور للمهمات التي تنتظر الرئيس العتيد كي يصار الى اختيار الرئيس على ضوئها، واستناداً الى المواصفات. وأكدت متابعة اجتماعها في الأيام المقبلة حتى إتمام المهلة الموكلة إليها.