strong>علي محمد
بعد هجمات 11 أيلول 2001 على الولايات المتحدة الأميركية، أصبح الاختراق الاستخباري للدول، ومنها لبنان، «ضمانة لأمن أميركا». وينشط عملاؤها في لبنان منذ بدء مسلسل الاغتيالات

تقدم مساعد المدير التنفيذي في فرع الأمن القومي في مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة الأميركية (F.B.I) ويلي ت. هولون، ببيان أمام لجنة الاستخبارات في الكونغرس، عرض فيه كيفية تطوير عمل فرع الأمن القومي ليتم التخلص من «عقدة 11 أيلول»، والعمل بالتوصيات الصادرة عن وكالة الأمن القومي بشأن حماية أميركا.
وفي عرض للبرامج الجديدة التي تعتمدها الوكالة، والتي اعتبرها هولون «التطبيق العملي للخطط والأفكار في حماية أميركا»، شدد هولون على ضرورة اختراق شبكات الإنترنت والشبكات الاستخبارية في العالم لجمع «كل المعلومات الممكنة عن أية مخططات لاستهداف أميركا».
وأشار الى أن المكتب كان يعتمد سابقاً على التحقيق، واليوم على الاستخبارات. ولفت الى ضرورة جمع المعلومات وتحليلها ومن ثم تبادلها مع باقي إدارات الدولة بما فيها مكتب مكافحة الإرهاب ومكتب الاستخبارات المضادة، ضمن ما يسمى «منظومة تبادل المعلومات الاستخبارية».
وتطرق هولون الى ملف «العملاء الميدانيين السريين» في المكتب الفدرالي، مشيراً الى أهميتهم في جمع المعلومات ورفع التقارير الى مكتب أُنشئ حديثاً باسم «مكتب تحليل المعلومات الأولية»، الذي يعمل على تحليل المعلومات المتفرقة لرفع تقارير الى المختصين في الإدارة عن كل المواضيع المرتبطة بمكافحة الإرهاب. وتجدر الإشارة الى أن العملاء الفدراليين ينشطون في الدول العربية أخيراً، ومنها لبنان، بهدف الحصول على معلومات عن أية شبكات إرهابية أصولية، ولا سيما من خلال المحققين والخبراء الجنائيين الذين وفدوا الى لبنان للمساعدة الميدانية في التحقيقات المتعلقة بالاغتيالات الحاصلة أخيراً. يذكر أن مكتب التحقيقات الفدرالية عرض أكثر من مرة المساعدة في التحقيق بجرائم الاغتيالات للوقوف على تفاصيل التحقيقات والمعلومات التي تربطها ببيانات وتقارير ومعلومات مستقاة من عملائها الباقين. وقال هولون إن المكتب الفدرالي يعتمد على العملاء الفدراليين الذين يخترقون المنظومات الاستخبارية العالمية بالتعاون مع بعض الدول وتبادل المعلومات من أجل مكافحة الإرهاب، وشدد هولون على ضرورة «توسيع صلاحيات العملاء الميدانيين السريين في دول العالم».
إلى هذا، تحدث هولون عن استحداث قسم خاص بالأعمال المكتبية، يضم محلّلين ومقوّمين للمعلومات الواردة، لتقديم تقرير عن الثغرات في المنظومة الدفاعية الأميركية وحاجات الأمن القومي. ولفت الى اعتماد المكتب الفدرالي لبرامج متطورة في تدريب العملاء على «مكافحة الإرهاب والاستخبارات المضادة»، لافتاً الى إخضاع العميل لما يقارب 100 ساعة إضافية في برنامج التدريب.
وختم مساعد المدير التنفيذي كلمته بالإشارة الى أن جمع المعلومات والتحقيقات المتعلقة بأية تهديدات، للدفاع عن الولايات الـ52 ضمن الأمن القومي الأميركي، هي مهمّة فوّضتها الرئاسة والكونغرس إلى مكتب التحقيقات الفدرالية.