الطيون (Inula viscosa) نبتة مخالفة، تسير عكس القواعد البيولوجية الثابتة. فهي تبرعم عندما تقحط البراري، وتتفتح أزهارها في الخريف بدلاً من الربيع، وتزهر في الجبال قبل الساحل.يرى الكثيرون أنّ الطيون نبتة بلا فائدة. إلا أنّ المعمّرين من أهالي القرى يعرفون تماماً فائدتها. فهم كانوا يستعملون تلك العشبة لطلي منازلهم بالكلس الطبيعي، وما زالوا يستعملونها في عمليّة تجفيف الفاكهة، إذ يحتوي الطيون على مواد تمنع العفن.
لكنّ أهمّ استعمالاتها يكمن في معالجة الجروح، حيث تلعب دوراً مهمّاً في مجال الإسعافات الأولية التقليدية في القرى، فيُدَقّ الورق الأخضر إلى أن يصبح عجينة ويوضع مباشرة على الجرح، وذلك لتسريع عملية الشفاء وتجنّب الالتهابات.
وفيما نهمل نحن نباتاتنا البرّية، أعاد الإسرائيليون اكتشاف استعمالات الطيّون، وها هم الآن يزرعونه تجاريّاً ويسوّقون مستخرجاته الطبّية عالمياً.