استمرت الحرائق في خراج بلدة أيطو ـــــ قضاء زغرتا وامتدت الى أحراج بلدة سرعل. وناشدت رئيسة دير مار سمعان ـــــ أيطو الأخت أوغات طنوس المسؤولين إرسال المزيد من الآليات الى منطقة الدير لمنع الحريق من التهامه، كما ناشدت الأهالي وشباب المنطقة الإسراع الى الدير والعمل على إخماد الحرائق قبل فوات الأوان. وكانت المروحيات العسكرية وطوافة قبرصية قد استأنفت عملها منذ الصباح الباكر، وقامت بطلعات عدة لإطفاء الحرائق في المناطق التي عجزت سيارات الدفاع المدني عن الوصول إليها، بعد أن توقفت عند الساعة الخامسة من مساء أول من أمس نتيجة الضباب الكثيف الذي غطى المنطقة. وقد التهمت النيران مساحات شاسعة من أشجار الصنوبر والسنديان والشربين وأشجار برية أخرى، قدرت بنحو أربعة ملايين متر مربع من الثروة الحرجية التي تعد من الأجمل في لبنان.إلى ذلك أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـــــ شعبة العلاقات العامة، أنه «حوالى الساعة 13,30 من تاريخ 23/10/2007 شب حريق في أحد الحقول البور في بلدة شكا مقابل شاطىء البحر ـــــ حي السهل، على الأثر ورد اتصال هاتفي إلى مفرزة طرابلس القضائية من مجهول يفيد أنه شاهد سيارة من نوع بيجو رقمها 280312/ب بداخلها فتاتان ترجلت إحداهما إلى الحقل المذكور، وبعد مغادرتهما المكان شاهد النيران تندلع في الأعشاب اليابسة.
وبناءً على إشارة النائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي عماد الزين باشرت المفرزة المذكورة التحقيق في الحادث، فتبيّن لها أن هذه السيارة تعود ملكيتها الى المدعوّة: ر. س. (مواليد عام 1976) لبنانية ومقيمة في شكا حيث تم استدعاؤها.
بالاستماع إلى إفادتها صرحت بأنها كانت برفقة والدتها المدعوة: ص. د. (مواليد عام 1949) لبنانية، على متن سيارتها الخاصة، حيث استوقفتها والدتها لقضاء حاجة في الحقل الذي تعرض للحريق.
وباستماع الوالدة أكدت أقوال ابنتها، وأضافت إنها كانت تحمل سيجارة شارفت على نهايتها ورمتها في مكان رطب بقصد إطفائها، وغادرت المكان من دون أن تلاحظ اندلاع النار. بمراجعة القضاء المختص أشار بتوقيف الوالدة المتسبّبة بالحريق وترك الابنة مالكة السيارة لقاء سند إقامة. ونتج من الحريق، القضاء على مساحة حوالى 10,000م2 من الحشائش اليابسة والقصب من دون إصابة أحد بأذى. وأعلنت المديرية أن التحقيقات مستمرة لمعرفة كل ملابسات وظروف الحرائق في بقية المناطق».