strong>راجانا حميّة ـــ ليال حداد
شهد أمس مجمع العلوم الإنسانية وكلية الهندسة في الجامعة اليسوعية جلسات مناقشة (debat) استعداداً للانتخابات الطالبية الاثنين المقبل.
لكنّ جلسة المجمع ألغيت بسبب التصادم بين أنصار اللائحتين

لم تستطع مرشّحة لائحة «التحدّي» ـــــ Defi رشا أبو غزالة في مجمع العلوم الإنسانيّة في الجامعة اليسوعيّة التزام الصمت خلال جلسة مناقشة البرامج الانتخابيّة، فمناوشات الأمس التي لم تترك جانباً دم الشهيد في الجيش اللبناني روي أبو غزالة، دفعت شقيقته إلى الصراخ عالياً والخروج من القاعة مكتفيةً بالقول: «لست مجبرة على الردّ على من احتقروا الموت ولم يحترموا رهبته، ولن أطلب منكم الشفقة للفوز في انتخاباتٍ اتّفقنا منذ البدء على أن تكون بعيدة من السياسة». غير أنّ الردّ «العفوي» لغزالة كان كافياً لإلغاء جلسة المناقشة، بعدما دعا طلّاب لائحة «170» المدعومة من حزب القوّات اللبنانيّة وتيّار المستقبل إلى التوقّف الفوري لأنّ «قانون الانتخابات في الهيئة الطالبيّة يمنع على المشاركين الردّ على أي سؤال، باستثناء المرشّحين لرئاسة الهيئة». والسبب الإضافي الذي ألغى المناقشة بعد ثلاثة أرباع الساعة من انطلاقتها أنّ أحد الطلّاب المناصرين للائحة «170» مُنع من الردّ على غزالة، ما استفزّ المناصرين كافّة، فدعوا إلى الإلغاء تحت حجّة أنّ رئيسة الهيئة الطالبيّة السابقة ميزات جبر أخطأت في طرح السؤال على العلن، إذ كان من المفترض تجاهله والتغاضي عنه حفاظاً على مصلحة الطلّاب وعلاقات الصداقة التي تربطهم، وتجنيب المجمع المناوشات السياسيّة. وتلفت أبو غزالة إلى «أنّني لم أحمل دم شقيقي في برنامجنا الانتخابي، في الوقت الذي يخوض فيه الآخرون الانتخابات باسم 170 شهيداً للجيش اللبناني».
بالعودة إلى البرامج الانتخابيّة، ركّزت «المستقلّات» الستّ في لائحة التحدّي، كما عرّفن أنفسهنّ، على الناحيتين الأكاديميّة والترفيهيّة. وخلا غلاف البرنامج الانتخابي من أيّة دلالة على الجهة السياسية التي تنتمي إليها الطالبات سواء لجهة اللون أو الشعار. أمّا في ما يتعلق ببرنامج لائحة «170»، فقد خصص المرشّحون افتتاحيّة برنامجهم لـ170 شهيداً من الجيش اللبناني «سقطوا دفاعاً عن 10452»، وحرصوا في بنود البرنامج على إيلاء الجانب الأكاديمي والترفيهي الحيّز الأساسي.
وعلى المنصة الرئيسيّة في قاعة المحاضرات في كلية الهندسة (ESIB)، جلس، أمس، المرشحون إلى رئاسة الهيئة جنباً إلى جنب ببدلاتهم السوداء والبيضاء: رولان بيطار (المرشح المستقل والمدعوم من التيار الوطني الحرّ)، جان بول قرداحي (مرشّح القوة الثالثة)، أنطوان إسكندر (مرشّح القوات اللبنانية)، وروي خضر (مستقل). حضر الطلاب، وانقسموا بشكلٍ تلقائي: في الجانب الأيمن للقاعة مناصرو القوات اللبنانية وبيدهم سوار كُتب عليه «أنا أحب الـ ESIB» وهو عنوان حملة إسكندر، وفي يسارها طلاب التيار الوطني الحر، وفي وسطها المستقلون وبعض العونيين والقواتيين الذين لم يجدوا مكاناً بين أنصارهم.
بدأ النقاش بكثير من الهدوء. وقف روي خضر وشرح سبب ترشحه مع أنه طالب في السنة الرابعة وليس في السنة الخامسة، كما يقتضي تقليد الجامعة، ثم انتقل إلى عرض برنامجه. وتلاه رولان بيطار المرشّح الأوفر حظّاً بحسب الأحاديث التي يتناقلها الطلاب، فتحدث عن البلبلة التي حصلت حول اسمه، إذ عمل في السنوات السابقة مع القوات اللبنانية، واليوم هو مرشّح مستقلّ مدعوم من التيار. تعلو نبرة صوته ويتابع: «لا أحد يستطيع أن يفرض عليّ أي شيء، أنا لست هنا للسياسة بل لمصلحة الجامعة».
أما جان بول قرداحي فبدأ حديثه بطريقة مفاجئة: «أنا مستقل ولكن لدي رأي سياسي، أنا مع محاربة الفساد، وحكومة وحدة وطنية، وقيام المحكمة الدولية». لم ينس قرداحي التذكير بسخافة الخلافات السياسية في الكلية متسائلاً: «هل يهتم عون أو جعجع بما إذا كانت قاعة المحاضرات تنشّ أو كانت التجهيزات غير موجودة». وأعلن مرشّح القوات اللبنانية أنطوان إسكندر ترشّحه قبل دقائق من إغلاق باب الترشيحات أول من أمس. واستهلّ إسكندر خطابه بقراءة نصّ لجبران خليل جبران ثم تحدّث عن برنامجه وضرورة توفير وسائل التسلية في الكلية «فما فائدة تجهيز الكلية إن كنا لا نتسلى؟».
البرامج كانت متشابهة، فمعظم المرشحين دعوا إلى توفير ألعاب إلكترونية وصالات ترفيه، ورحلات في لبنان وخارجه للطلاب.
ولم تخل المناقشات من الاستفزازات، وامتلأت القاعة بالصراخ، ثم انسحب الطلاب إلى القاعات الدراسية وعلى لسان معظمهم العبارة نفسها «هذه مهزلة تحصل للمرة الأولى في تاريخ الكلية».