فاتن الحاج
اتفقت معظم القوى الطلابية في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) على توقيع ميثاق شرف بشأن التعاطي في ما بينها داخل الحرم الجامعي، واحترام المعايير الأخلاقية في صوغ البيانات السياسية، وعدم التعرض للرموز السياسية والدينية. وكان الاجتماع الثالث الذي عقدته القوى الطلابية، أول من أمس، قد أدى إلى «التوافق» الأكاديمي كما سمّته الأطراف لتحييد الجامعة عن الصراعات السياسية في الخارج. وتسعى القوى «المتوافقة» إلى ترجيح كفة «الائتلاف» وتشكيل لائحة واحدة لتجنيب جامعتهم المعركة الانتخابية.
لكنّ عقدة تمثيل القوى بقيت عائقاً أمام تحقيق «التوافق» الشامل، فكل طرف يعتقد أنّ قاعدته الانتخابية أكبر من الطرف الآخر، وبالتالي فإنّ توزيع الحصص بين الأطراف المتنافسة واجه بعض العقبات التي لا تُذَلل إلاّ بتقديم التنازلات. وكان فريق المعارضة قد طرح تقسيم مقاعد المجلس الطلابي الـ12 مناصفة بين قوى المعارضة وقوى 14 آذار، بحيث يحصل كل من الطرفيْن على 6 مقاعد. غير أنّ هذا الطرح لم ينل رضى قوى 14 آذار التي تجزم أنّها لو خاضت الانتخابات الطلابية لحازت كل المقاعد. لكنّ الرغبة في إنجاح التوافق، دفعت هذه القوى، بحسب مسؤول تيار المستقبل في الجامعة هاني قرانوح إلى التنازل وطرح تقسيم المقاعد إلى 8 لقوى 14 آذار و4 مقاعد لقوى المعارضة. ولم يسفر الاجتماع الذي دام ثلاث ساعات عن أي صيغة توافقية على مستوى تمثيل القوى الطلابية في الجامعة التي قررت رفع الطروحات إلى مكاتبها المركزية لاتخاذ قرار بشأن مصير الانتخابات.
ومع ذلك، فقد شهد الاجتماع الأخير قبول الأطراف لبعضها البعض، فلم يمانع الحزب التقدمي الاشتراكي وجود الحزب القومي السوري الاجتماعي على اللائحة «الائتلافية» نفسها من جهة، كذلك فإنّ حزب الله لم يعارض أن تضم اللائحة حزب القوات اللبنانية.
وتعقد الأطراف اجتماعاً، الخامسة من مساء الإثنين المقبل، لبت قضية التمثيل الطلابي، فيما يتوقع أن يكون الاجتماع الأخير الذي يحدد خيار القوى الطلابية فإما التوافق أو الذهاب إلى معركة انتخابية ديموقراطية حضارية كما وصفها مسؤول الحزب التقدمي الاشتراكي سماح ريدان. في المقابل، خيار إجراء الانتخابات محسوم ما دام الحزب الشيوعي لا يشارك في «التوافق» ولم يوقع على ميثاق الشرف، وقد أعلن مسؤوله في الجامعة جاد سليم «أننا سنخوض الانتخابات حتماً». وكذلك فعلت حركة الشعب التي قاطعت أيضاً الاجتماعين الأخيرين، معلنة رفضها لانتقال أمراض المجتمع إلى الداخل. وأشارت الحركة إلى أنّها غير ملزمة بأي ميثاق وهي لن تدخل في أية صيغة طائفية في الجامعة اللبنانية الأميركية وفي الجامعات الأخرى، تماماً مثل كل القوى العلمانية الأخرى.