البدّاوي ـ عبد الكافي الصمد
استبق أهالي البدّاوي إخلاء تجمّع المدارس الرسمية في منطقتهم من نازحي مخيّم نهر البارد، باعتصام رمزي أمام التجمّع، احتجاجاً على إقدام بعض النّازحين القاطنين فيه على تحطيم زجاج بعض نوافذه والطاولات والكراسي، والعبث بمحتويات بعض الغرف، ورمي القاذورات داخل غرف وقاعات التدريس، ونزع الألواح الخشبيّة عن الجدران.
إلا أنّ المتابعين للملفّ في البدّاوي أوضحوا لـ«الأخبار» أنّ غالبية المشاركين في الاعتصام ليسوا في صورة التطوّرات الأخيرة المتعلقة بالقضية، مشيرين إلى أنّ «المفاوضات والاتصالات الجارية مع أكثر من طرف لبناني وفلسطيني ومن الأونروا لإخلاء التجمّع، قد أثمرت اتفاقاً على إخلائه قبل الأحد المقبل حدّاً أقصى، إضافة إلى إخلاء مدرستي باب التبّانة في طرابلس قبل الخميس في الأول من تشرين الثاني المقبل، وتمّ تكليف لجنة للكشف على المباني وبدء أعمال التأهيل والصيانة والترميم».
في موازاة ذلك، لفتت مصادر الأونروا إلى أنّ «ما تبقى في تجمّع مدارس البدّاوي يبلغ 50 عائلة فلسطينية فقط، وهم سيخلونه ابتداءً من اليوم الجمعة»، على أن يكون الأحد المقبل خالياً من النّازحين تماماً، بعدما تمّ تأمين باصات كي تقلّهم إلى مخيّم نهر البارد. أما «عدد العائلات المقيمة في مدرستي باب التبّانة في طرابلس فيبلغ 40 عائلة فلسطينية فقط، بحسب المصادر نفسها، وأنّ هؤلاء سيُخلون المدرستين أيضاً الأسبوع المقبل، بعدما أعطى الجيش أذونات خاصة بعودة 250 عائلة فلسطينية إلى الجزء الجديد من مخيّم نهر البارد، من ضمنهم العائلات المقيمة في المدارس الرسمية في البدّاوي وطرابلس».
ويأتي الاعتصام، في إطار الضغط على المنظمة الدولية من أجل دفع التعويضات المالية للمتضررين اللبنانيين في المنطقة. وعلى رغم أنّ الأونروا وافقت على إعطاء التعويضات للأهالي، فقد قاموا بهذه الخطوة قبل الإخلاء المرتقب، بهدف الحصول على تعويضاتهم الموعودة مسبقاً!.
وكان الأهالي قد قطعوا الطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكّار لمدّة تقلّ عن نصف ساعة، أطلقوا خلالها الهتافات المندّدة بما قام به النازحون، وطالبوا بإخلائهم من المدارس الرسمية بأسرع وقت، إلا أنّ الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي أعادا فتحها لاحقاً، وأبعدا المحتجّين عن الطريق.
رئيس بلدية البداوي ماجد غمراوي، الذي اطّلع على الأضرار، أكّد أنّ «النّازحين الفلسطينيين حطّموا زجاج المدرسة التي يقطنون فيها، وخلعوا قساطل المياه، وعبثوا بجميع محتويات المدرسة من كراسي وطاولات وألواح خشبية وغيرها، بعد معرفتهم بأنّهم سيغادرون المدرسة خلال اليومين المقبلين»، لافتاً إلى أنّ النّازحين «عمدوا إلى تخريب المدرسة بطريقة غير لائقة، بعدما استضافتهم البلدة لأكثر من خمسة أشهر». وأشار غمراوي إلى أنّه «أبلغ المسؤولين في منظمة الأونروا عن تصرفات النّازحين»، مستنكراً هذا «العمل البعيد كلّ البعد عن العادات والتقاليد العربية».